ضيوف_الرحمن
بعد انتهاء رحلة الحج.. مشهد مؤثر في منفذ حدودي يشعل مواقع التواصل
كتب بواسطة: مختار العسلي |

تواصل المملكة العربية السعودية تقديم أروع صور العطاء والإنسانية في خدمة ضيوف الرحمن، حيث يواصل منفذ الوديعة الحدودي استقبال الحجاج اليمنيين العائدين إلى ديارهم بعد أداء مناسك الحج، وسط منظومة متكاملة من الخدمات والتسهيلات التي تعكس عمق الرعاية الملكية والاهتمام البالغ من القيادة الرشيدة.

ويجري تنفيذ أعمال الاستقبال ومتابعة عودة الحجاج بإشراف مباشر من صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، أمير منطقة نجران، الذي يحرص على متابعة أدق التفاصيل لضمان انسيابية العبور، وراحة الحجاج في طريق عودتهم، بما يعكس نهج المملكة الإنساني المتجذّر في خدمة ضيوف الرحمن.

الجهات الحكومية العاملة في المنفذ تبذل جهودًا مكثفة على مدار الساعة لإنهاء الإجراءات بسلاسة، وتيسير عبور الحجاج دون تأخير، حيث تم تسخير كافة الإمكانات البشرية والتقنية لخدمتهم، وسط أجواء من الترحاب والتقدير لرحلتهم الإيمانية التي اختتموها بنجاح.

وتشمل الخدمات المقدمة في منفذ الوديعة منظومة متكاملة من الرعاية الصحية والوقائية والإسعافية، حيث توجد فرق طبية متأهبة للتعامل مع أي حالات طارئة، إلى جانب توفير الأدوية والإرشادات الطبية الضرورية، ضمن بروتوكولات دقيقة تحافظ على صحة الحجاج وسلامتهم.

ولا تقتصر الجهود على الجوانب التنظيمية والصحية، بل تمتد إلى الجانب الروحي، حيث يُقدّم للحجاج المصحف الشريف كهدية من خادم الحرمين الشريفين، في لمسة رمزية تجسد اهتمام القيادة بكل ما يُعزّز القيم الإسلامية ويترك أثرًا طيبًا في نفوس الحجاج.

في مدينة الحجاج القريبة من المنفذ، تتضافر جهود الجهات الحكومية والخاصة والتطوعية لتقديم باقات من الخدمات الإنسانية والاجتماعية، في مشهد يعكس مدى الالتزام الجماعي بثقافة العطاء والضيافة السعودية الأصيلة التي تبهج الحجاج وتريحهم بعد رحلتهم الطويلة.

وتتنوع تلك الخدمات بين تقديم وجبات ساخنة ومشروبات باردة، وتوفير وسائل راحة لكبار السن وذوي الإعاقة، مع دعم لوجستي متكامل يراعي كافة التفاصيل، مما يمنح الحجاج تجربة ختامية مريحة قبل مغادرتهم أراضي المملكة.

وفي مشاعر مليئة بالامتنان، عبر الحجاج اليمنيون عن شكرهم وتقديرهم العميق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، على ما لمسوه من عناية فائقة وحرص بالغ على تسهيل مناسك الحج لجميع القادمين من الخارج.

وأشاروا إلى أن ما شهدوه خلال أداء المناسك من تطور كبير في الخدمات، خاصة في مجالات النقل والسكن داخل المخيمات المجهزة، جعل تجربتهم الإيمانية أكثر سلاسة، مع توفر كل ما يحتاجونه من وسائل الراحة والرفاهية في المشاعر المقدسة.

وأكدوا أن الترتيبات الميدانية التي رأوها، والتنظيم الفائق الذي ميّز موسم الحج هذا العام، منحهم طمأنينة كبيرة وشعورًا بالأمان، وهو ما سهّل أداء الشعائر دون عناء أو مشقة، بل في أجواء روحانية مشبعة بالسكون والسكينة.

كما أثنوا على جهود العاملين في منفذ الوديعة ومدينة الحجاج، الذين لم يدخروا جهدًا في تقديم الخدمات بمستوى عالٍ من الاحترافية واللطف، حيث لمسوا سرعة في إنهاء إجراءات الدخول والخروج، وحسن استقبال منظم وميسر.

وأعربوا عن إعجابهم بالباصات المخصصة للنقل، ودورها في تسهيل الحركة داخل المملكة، إضافة إلى الخدمات الغذائية المتميزة، التي تم توزيعها بانتظام، بما عكس صورة حضارية لمستوى الجاهزية والخدمة في المملكة.

وأكدوا أن ما قدمه الشباب والفتيات السعوديون من جهود تطوعية فاعلة يُعد مصدر فخر، حيث تجلت صورة مشرفة لجيل يحمل قيم العطاء والبذل، ويتعامل مع الحجاج بروح المسؤولية والاحترام، ما ترك في نفوسهم أثرًا لا يُنسى.

وتوجه الحجاج بالدعاء إلى الله أن يحفظ المملكة وقيادتها الرشيدة، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار، نظير ما تقوم به من خدمات عظيمة لخدمة الإسلام والمسلمين في كل بقاع الأرض، وعلى مدار العام.

ولا شك أن ما يحدث في منفذ الوديعة هو امتداد لمنهج متكامل تتبعه المملكة، يجعل من خدمة الحجاج والمعتمرين رسالة دائمة لا ترتبط بموسم محدد، بل هي روح تسكن مؤسسات الدولة وأبناءها، ويُبذل من أجلها الغالي والنفيس.

في كل مرة يغادر فيها الحجاج أرض المملكة، يعودون وفي قلوبهم امتنان لا ينضب لما وجدوه من رعاية واهتمام، وتجربة مفعمة بالإيمان والراحة، في رحلة روحية تبدأ وتنتهي بمحبة، ويظل عنوانها الدائم: "خدمة ضيوف الرحمن شرفنا".