في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، شهدت أسعار الذهب قفزة ملحوظة اليوم الجمعة 14 يونيو 2025، حيث ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.7% ليصل إلى 3439.79 دولارًا للأوقية، مقتربًا من ذروته التاريخية عند 3500.05 دولارًا المسجلة في أبريل الماضي، ويعود هذا الارتفاع إلى إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن بعد الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران، التي أثارت مخاوف من صراع إقليمي أوسع، وتزامن ذلك مع ارتفاع العقود الأمريكية الآجلة إلى 3461 دولارًا، محققة مكاسب أسبوعية بنحو 4%، مما يعكس القلق المتزايد في الأسواق العالمية.
وتأتي هذه الضربات في سياق توترات متصاعدة بين إسرائيل وإيران، حيث أفادت تقارير بأن الهجمات الإسرائيلية استهدفت مواقع حساسة، مما أعاد حالة عدم اليقين إلى الأسواق، ودفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة مثل الذهب، الذي يُعتبر ملاذًا تقليديًا في أوقات الأزمات، وأكد محللون اقتصاديون أن استمرار التصعيد قد يدفع الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة، خاصة مع اقتراب الذهب من حاجز 3500 دولار، ويبرز هذا الارتفاع تفوق الذهب على غيره من المعادن النفيسة، التي شهدت تراجعًا طفيفًا خلال نفس الفترة.
وفي سوق المعادن النفيسة الأخرى، سجلت الفضة انخفاضًا بنسبة 0.3% لتصل إلى 36.24 دولارًا للأوقية، بينما هبط البلاتين بنسبة 3.9% إلى 1244.91 دولارًا، وانخفض البلاديوم بنسبة 0.3% إلى 1052.28 دولارًا، رغم تحقيق هذه المعادن مكاسب أسبوعية طفيفة، ويعكس هذا التباين تفضيل المستثمرين للذهب في ظل الاضطرابات الجيوسياسية، حيث يُنظر إليه كأكثر الأصول استقرارًا، وتشير التوقعات إلى أن استمرار التوترات قد يعزز هذا الاتجاه، مما يجعل الذهب الخيار الأول للمستثمرين الباحثين عن الأمان.
وتأثرت الأسواق المحلية أيضًا بهذا الارتفاع، حيث شهدت أسعار الذهب في الرياض وعدة مدن عربية زيادة ملحوظة، مما أثر على قرارات الشراء لدى المواطنين والمستثمرين، وأشار خبراء إلى أن الذهب قد يواصل صعوده إذا استمرت حالة عدم اليقين، خاصة مع تصريحات إيرانية عن رد حاسم على الهجمات الإسرائيلية، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من التوترات، ويبرز هذا الوضع أهمية متابعة الأحداث الجيوسياسية عن كثب، حيث تؤثر بشكل مباشر على استقرار الأسواق العالمية.
ويدعو هذا الارتفاع في أسعار الذهب إلى التفكير في استراتيجيات الاستثمار في ظل الأزمات، حيث يمكن للأفراد والشركات الاستفادة من هذا الاتجاه من خلال تخصيص جزء من محافظهم الاستثمارية للذهب، ويحث الخبراء الجمهور على متابعة التحديثات الاقتصادية والجيوسياسية لاتخاذ قرارات مستنيرة، ومع استمرار التوترات في الشرق الأوسط، يبقى الذهب رمزًا للأمان في عالم مضطرب، مما يجعله محط أنظار المستثمرين في الفترة المقبلة.