تواصل الجهات الأمنية المختصة جهودها لحماية البيئة والموارد الطبيعية في مختلف مناطق المملكة، ضمن منظومة متكاملة تهدف إلى التصدي لكافة أشكال التعدي البيئي وضبط المخالفين وتطبيق الأنظمة بحزم.
وفي هذا السياق، أعلنت القوات الخاصة للأمن والحماية عن ضبط 6 مقيمين مخالفين لنظام البيئة في منطقة تبوك، وذلك على خلفية تورطهم في استغلال غير مشروع للرواسب الطبيعية من خلال أعمال تجريف ونقل للتربة.
وأوضحت القوات في بيان رسمي، أن المخالفين قاموا باستخدام معدات ثقيلة في عمليات نقل الرمال وتجريف التربة في مواقع غير مرخصة، ما يُعد انتهاكًا صريحًا لأنظمة البيئة المعتمدة في المملكة.
وذكرت القوات أن عملية الضبط أسفرت عن حجز 6 معدات مستخدمة في عمليات التجريف، كانت تعمل عليها العمالة المخالفة، حيث تم توثيق المخالفة ميدانيًا، واتخاذ كافة الإجراءات النظامية بحق المتورطين.
وبحسب البيان، فإن المتهمين يحملون جنسيات مختلفة، وهم من اليمن وباكستان ومصر، وقد تم التعامل معهم وفق الإجراءات القانونية المنصوص عليها، تمهيدًا لإحالتهم إلى الجهات ذات الاختصاص لاستكمال ما يلزم بحقهم.
وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة حملات رقابية موسعة تنفذها القوات الخاصة للأمن والحماية في مختلف المناطق، وتركّز بشكل خاص على الأنشطة التي تشكل تهديدًا مباشرًا للتوازن البيئي، خصوصًا في المناطق الصحراوية والجبال والسواحل.
وأكدت القوات أن التعدي على الرواسب الطبيعية يُعد من الممارسات المضرة بالبيئة، نظرًا لما يسببه من تدهور في التربة والإخلال بالنظام البيئي، بالإضافة إلى الأضرار الجمالية التي تلحق بالمناظر الطبيعية.
وشددت على أن مثل هذه التجاوزات تُعرّض أصحابها لعقوبات مشددة، سواء من حيث الغرامات المالية أو مصادرة المعدات أو الترحيل في حال العمالة غير النظامية، مؤكدة أن حملاتها مستمرة ولن تتوقف حتى يتم القضاء على هذه السلوكيات المخالفة.
ودعت القوات المواطنين والمقيمين إلى التعاون معها من خلال التبليغ عن أي أنشطة مشبوهة تتعلق بالتعدي على البيئة أو الحياة الفطرية، سواء كانت في المناطق البرية أو الساحلية أو الجبلية، موضحة أن ذلك يعد مسؤولية جماعية.
كما أوضحت أن الإبلاغ عن المخالفات يتم من خلال الأرقام الرسمية المعتمدة، حيث يمكن الاتصال بالرقم (911) في مناطق مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، والمنطقة الشرقية، فيما يمكن استخدام الرقمين (999) و(996) في بقية مناطق المملكة.
ويعكس هذا التحرك الأمني الجاد حرص المملكة على فرض الالتزام البيئي في جميع أنحاء البلاد، من خلال تطبيق صارم للأنظمة والتعليمات، ودعم مستمر للجهات الرقابية المعنية بتنفيذها.
ويأتي ذلك في إطار الجهود الوطنية لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، التي تضع الحفاظ على البيئة والاستدامة في قلب خطط التنمية، وتسعى إلى بناء مجتمع واعٍ يحترم البيئة ويشارك في حمايتها.
وتعتبر منطقة تبوك من المناطق ذات الطبيعة الجغرافية الحساسة، حيث تنتشر فيها التكوينات الرملية والصخرية، مما يجعلها عرضة للاستنزاف في حال غياب الرقابة أو وجود أنشطة غير نظامية.
وشددت القوات الخاصة للأمن والحماية على أن كل من يثبت تورطه في استغلال الموارد البيئية بطرق مخالفة، سواء من المواطنين أو المقيمين، سيُحاسب وفق الأنظمة، دون تهاون، مع التأكيد على أهمية التراخيص النظامية لأي نشاط بيئي.
ويُنتظر أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من التعاون بين الجهات البيئية والأمنية، إلى جانب تفعيل دور المواطنين في التبليغ والمراقبة المجتمعية، في سبيل خلق بيئة آمنة ونظيفة ومستدامة.