جهود لوجستية سعودية لضمان مغادرة آمنة لـ 76 ألف حاج إيراني
جهود لوجستية سعودية لضمان مغادرة آمنة لـ 76 ألف حاج إيراني
كتب بواسطة: مختار العسلي |

في إطار جهودها المستمرة لخدمة ضيوف الرحمن من مختلف دول العالم، أعلنت وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية عن إنشاء غرفة عمليات متكاملة لتسهيل مغادرة الحجاج الإيرانيين بعد إتمامهم مناسك الحج لموسم 1446هـ، وذلك ضمن خطة تنظيمية شاملة.

وتعمل الغرفة على مدار الساعة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في كافة المواقع، وتركز على إدارة حركة نحو 76 ألف حاج إيراني هذا العام، حيث يتم التعامل معهم وفق منظومة ميدانية دقيقة تتكامل فيها الجوانب التنظيمية واللوجستية والخدمية.

وتأتي هذه الخطوة ضمن التزام الوزارة بضمان تقديم خدمات عالية الكفاءة للحجاج، وضمان انسيابية تنقلهم داخل المشاعر المقدسة وخارجها، وحتى مغادرتهم الآمنة بعد إتمام الشعائر، ضمن رؤية السعودية 2030 التي تضع خدمة الحجاج في مقدمة أولوياتها.

وتتولى غرفة العمليات مسؤولية الإشراف على تنفيذ خطط التفويج، وضبط جداول الرحلات، وتنسيق عمليات النقل من وإلى المطار، مع توفير قاعدة بيانات محدثة لحظيًا بالحالة الميدانية للحجاج الإيرانيين، مما يضمن اتخاذ قرارات سريعة عند الحاجة.

ويشارك في غرفة العمليات عدد من ممثلي القطاعات الأمنية والخدمية والفنية، إضافة إلى فرق ميدانية مختصة تعمل على متابعة تنفيذ الخطة في مواقع مختلفة، تشمل مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمنافذ الجوية.

وتمتد مهام الغرفة لتشمل الرصد المستمر للملاحظات، والتفاعل السريع مع أي حالات طارئة أو احتياجات خاصة، بهدف تعزيز تجربة الحجاج الإيرانيين وضمان توفير كل ما يلزمهم حتى مغادرتهم المملكة بسلام.

وقد أكدت وزارة الحج والعمرة أن الخدمات المقدمة للحجاج الإيرانيين، كما لغيرهم من حجاج بيت الله الحرام، تُبنى على معايير العدالة والشفافية، وبروح الضيافة السعودية الأصيلة التي تميز مواسم الحج عامًا بعد عام.

وبحسب البيان الصادر عن الوزارة، فقد تم إعداد الخطة بناءً على بيانات دقيقة حول توقيتات مغادرة الحجاج، وطبيعة رحلاتهم، وأماكن سكنهم، إلى جانب مراعاة التنوع العمري والحالات الصحية التي تتطلب ترتيبات خاصة.

وتواكب هذه الجهود تعاونًا وتنسيقًا عالي المستوى بين وزارة الحج والعمرة وبعثة شؤون الحجاج الإيرانيين، في إطار اتفاقيات تنظيمية مبرمة مسبقًا تضمن احترام الخصوصية الثقافية والدينية، وتوفير بيئة مريحة لأداء المناسك.

ومن جانبها، أشادت البعثة الإيرانية بالتنظيم العالي الذي شهده الموسم الحالي، وبما وفرته السلطات السعودية من تسهيلات كبيرة ساهمت في أداء الحجاج الإيرانيين مناسكهم بسلاسة وطمأنينة، وسط منظومة متكاملة من الخدمات.

ويعكس إنشاء غرفة عمليات متخصصة للحجاج الإيرانيين حرص المملكة على تحقيق أعلى معايير التنظيم، وتحسين تجربة الحاج في جميع مراحل رحلته الإيمانية، بدءًا من وصوله وحتى مغادرته الأراضي المقدسة.

ويأتي ذلك ضمن إطار واسع من التحول المؤسسي الذي تقوده وزارة الحج والعمرة لتطوير منظومة الحج والعمرة، عبر الاستثمار في التقنية، ورفع كفاءة التنسيق بين الجهات، وتحسين جودة الخدمات المقدمة لحجاج الخارج.

كما تندرج هذه الخطوة ضمن استعدادات الوزارة لمواسم الحج المقبلة، حيث تعتبر تجربة هذا العام مرجعًا مهمًا لتقييم الأداء وتحديد نقاط التحسين، انطلاقًا من مبدأ التطوير المستمر والمراجعة التنظيمية الدورية.

وتمثل مغادرة الحجاج أحد أهم التحديات اللوجستية التي تواجه الجهات التنظيمية، نظرًا لحجم الأعداد وتزامن الرحلات، وهو ما يتطلب قدرًا عاليًا من التنسيق والجاهزية لتفادي الازدحام وضمان سير الإجراءات بانسيابية.

وبفضل هذه الجهود، تتطلع وزارة الحج والعمرة إلى إتمام عملية تفويج ومغادرة الحجاج الإيرانيين هذا العام بسلاسة، وأن تكون هذه التجربة نموذجًا للتعامل مع مختلف بعثات الحجاج، في ظل سعي المملكة الدائم لتقديم موسم حج استثنائي بكل المقاييس.