تشهد المملكة العربية السعودية، اليوم الأحد، استمرارًا في الأجواء الحارة على معظم مناطقها، مع نشاط في الرياح المثيرة للأتربة والغبار، مما قد يحد من مدى الرؤية الأفقية على عدد من المحافظات، وفق ما أعلنته الهيئة العامة للأرصاد الجوية.
وذكرت الأرصاد أن درجات الحرارة ستظل مرتفعة على وجه الخصوص في المناطق الشرقية والوسطى من المملكة، بينما تستمر الرياح السطحية النشطة بالتأثير على الأجواء في مناطق عدة، مع توقعات بتصاعد الأتربة في بعض المواقع.
ويأتي هذا الطقس نتيجة امتداد منخفض حراري سطحي، مصحوب برياح شمالية إلى شمالية غربية نشطة، تؤدي إلى إثارة الغبار على الطرق المكشوفة، وقد تتسبب في تدنٍ مؤقت للرؤية الأفقية في بعض المناطق المفتوحة وشبه الصحراوية.
وأشارت التوقعات إلى أن التأثيرات المناخية لهذا اليوم تشمل أجزاء من مناطق الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، والقصيم، والشرقية، ونجران، وحائل، بالإضافة إلى الحدود الشمالية، حيث يُتوقَّع أن تستمر الأجواء الحارة والغبارية حتى المساء.
وتبقى درجات الحرارة العظمى في بعض المدن الرئيسية مرتفعة، لتلامس منتصف الأربعينيات مئوية، خاصة في الرياض والدمام والمدينة المنورة، ما يستدعي أخذ الاحتياطات المناسبة، خصوصًا للفئات الأكثر تأثرًا مثل كبار السن والأطفال.
وفي المناطق الجنوبية والغربية، لا يُستبعد تكوُّن بعض السحب الركامية في فترات ما بعد الظهر، خاصة في المرتفعات الجنوبية الغربية، ولكن من غير المتوقع أن يصاحبها هطولات مطرية مؤثرة على نطاق واسع.
ودعت الهيئة العامة للأرصاد مستخدمي الطرق إلى الحذر، خصوصًا في فترات الظهيرة، حيث تزداد فرص نشاط الرياح المثيرة للغبار، مما يؤثر على الرؤية الأفقية ويزيد من احتمالية الحوادث المرورية، لا سيما في الطرق السريعة والرابطة بين المدن.
كما حثّت الأرصاد المواطنين والمقيمين على تجنّب التعرض المباشر لأشعة الشمس، وشرب كميات كافية من المياه، والابتعاد عن الأنشطة البدنية الشاقة خلال ساعات الذروة، وذلك حفاظًا على صحتهم وسلامتهم في ظل درجات الحرارة المرتفعة.
وقد أهابت الجهات الصحية أيضًا باتباع التعليمات الوقائية، خصوصًا لمرضى الجهاز التنفسي، الذين قد يتأثرون بشكل مباشر من الأجواء المغبرة، وضرورة استخدام الكمامات الواقية عند الخروج في الأوقات التي تنشط فيها الرياح المحملة بالأتربة.
ويُتوقّع أن تستمر هذه الأجواء لعدة أيام مقبلة، بحسب المؤشرات المناخية التي تشير إلى ثبات الكتل الهوائية الساخنة، في ظل غياب مؤثرات جوية رئيسية تساهم في تلطيف الأجواء أو خفض درجات الحرارة خلال هذه الفترة.
وعلى الرغم من تقلبات الطقس، إلا أن الجهات المعنية تؤكد استعدادها الكامل للتعامل مع أي تطورات مناخية مفاجئة، مع متابعة دقيقة من مراكز الرصد والتحليل التابعة لهيئة الأرصاد، بالتنسيق مع الجهات الأمنية والخدمية في مختلف المناطق.
وقد أطلقت الهيئة عبر منصتها الرسمية تنبيهات جوية تتفاوت درجتها بين تنبيه وتنبيه متقدم في بعض المناطق المتأثرة، موضحة أن سرعة الرياح قد تصل في بعض المناطق إلى أكثر من 45 كم/ساعة، مما يزيد من كثافة الأتربة المحمولة جويًا.
وتأتي هذه الحالة المناخية ضمن السياق الموسمي المعتاد للفترة الانتقالية بين نهاية فصل الربيع وبداية الصيف، حيث تشهد المملكة عادة نشاطًا في الرياح الجافة والساخنة، وارتفاعًا تدريجيًا في معدلات الحرارة الكبرى.
ويُنتظر أن تعاود درجات الحرارة ارتفاعها خلال الأيام القادمة، خاصة في المناطق الداخلية والشرقية، في وقت تستعد فيه القطاعات الخدمية المختلفة لتوفير خدماتها على نحو يتلاءم مع ظروف الطقس، بما في ذلك التبريد والإسعافات الأولية ورفع الجاهزية.
وتبقى الهيئة العامة للأرصاد على تواصل دائم مع المواطنين عبر تطبيق "أرصاد" والمنصات الرقمية، لتقديم أحدث التوقعات والتحذيرات، وتشجيع الجميع على المتابعة اليومية لحالة الطقس وأخذ الحيطة وفق المستجدات المناخية.
