أوضحت المديرية العامة للجوازات في المملكة العربية السعودية موقفها من استخدام جواز السفر الرقمي، وذلك في إطار الرد على استفسارات المواطنين حول إمكانية اعتماد النسخة الرقمية عند السفر، خصوصًا في ظل التوجه المتزايد نحو التحول الرقمي في الخدمات الحكومية.
جاء التوضيح من خلال المنصات الرسمية للجوازات، حيث تم التأكيد على أن جواز السفر الورقي لا يزال الوثيقة المعتمدة رسميًا لدى الجهات المعنية في المنافذ الحدودية والمطارات الدولية، وأن الجواز الرقمي لا يُغني عن حمل النسخة الأصلية عند السفر خارج المملكة.
الاستفسار الذي ورد إلى "الجوازات" تضمن تساؤلًا حول مدى إمكانية الاكتفاء بعرض جواز السفر عبر تطبيق "توكلنا" أو غيره من المنصات الرسمية، إلا أن الرد جاء واضحًا بأن النسخة الرقمية تُعد مرجعًا معلوماتيًا، ولا تُعتمد كوثيقة سفر دولية حتى الآن.
ويأتي هذا التوضيح في ظل تزايد الاعتماد على الهوية الرقمية وجواز السفر الرقمي داخل المملكة، ضمن مبادرات التحول الرقمي التي تنفذها الجهات الحكومية بالتعاون مع هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، لتسهيل المعاملات وتسريع الإجراءات.
لكن رغم التطور الملحوظ في الخدمات الرقمية، لا تزال الأنظمة الدولية تعتمد على جواز السفر الورقي كوثيقة أساسية للتحقق من هوية المسافر والبيانات المرتبطة بجنسيته وتأشيرات الدخول والخروج، مما يجعل حمل الجواز الفعلي ضرورة قانونية.
وأكدت "الجوازات السعودية" أن استخدام النسخة الرقمية من جواز السفر أو الهوية الوطنية متاح داخل المملكة فقط في العديد من التعاملات، كإثبات الهوية عند الطلب أو التحقق من البيانات، لكنها لا تُمكّن صاحبها من العبور عبر المنافذ الدولية.
كما شددت المديرية على أهمية التأكد من صلاحية الجواز الورقي قبل السفر، وتحديث البيانات عند الحاجة، مشيرة إلى أن إصدار جواز السفر أو تجديده يتم من خلال منصة "أبشر"، ويخضع لشروط وإجراءات محددة ومعروفة للمواطنين.
العديد من المسافرين، وخصوصًا من فئة الشباب، أصبحوا يعتمدون بشكل كبير على الهواتف الذكية لحفظ وثائقهم، ما جعل التساؤلات حول إمكانية اعتماد الجواز الرقمي محل اهتمام واسع، إلا أن الواقع القانوني لا يزال يتطلب النسخة الورقية حتى إشعار آخر.
وكانت بعض الدول قد بدأت تجارب أولية لاعتماد جوازات سفر رقمية أو بيومترية، مثل أستراليا وهولندا وفنلندا، لكنها ما زالت ضمن مراحل تجريبية وتحت شروط محددة، وغالبًا ما تتطلب حمل الجواز التقليدي احتياطًا عند السفر.
من جانب آخر، أوضحت "الجوازات" أن التطوير جارٍ بشكل مستمر على منظومة الوثائق الرسمية، بما في ذلك دراسة سُبل التوسع في استخدام الوثائق الرقمية مستقبلًا، بالتنسيق مع الجهات الإقليمية والدولية ذات العلاقة.
ولا يُستبعد أن يشهد المستقبل القريب اعتمادًا أوسع على الوثائق الرقمية في مجال السفر، خاصة مع تطور تقنيات التحقق الرقمي والذكاء الاصطناعي، لكن حتى ذلك الحين، تبقى النسخة الورقية هي المرجع الأول والأساسي.
كما نصحت الجوازات المسافرين بضرورة التأكد من متطلبات الدول التي ينوون زيارتها، حيث تختلف سياسات القبول من دولة لأخرى، وقد تفرض بعض الوجهات متطلبات إضافية، سواء من حيث صلاحية الجواز أو الوثائق المرافقة.
وتأتي هذه التوضيحات ضمن حرص الجهات الرسمية على تعزيز وعي المواطنين والمقيمين بالإجراءات النظامية، وتفادي أي لبس قد يُعرّض المسافر لمواقف محرجة أو يمنعه من استكمال رحلته بسلاسة.
وتواصل المديرية العامة للجوازات الرد على استفسارات الجمهور عبر حسابها الرسمي في منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، إلى جانب منصات الدعم الإلكتروني في تطبيقات "أبشر" و"تواصل"، ما يعزز من الشفافية وسرعة التفاعل مع احتياجات المستفيدين.