استعرضت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أبرز جهودها خلال موسم حج 1446هـ، مركّزة على خدمة "أجير الحج" التي نفذتها بتنسيق كامل مع الجهات الحكومية المعنية، بهدف تنظيم سوق العمل الموسمي ورفع كفاءة التشغيل خلال موسم الحج.

من خلال منصة "باب أجير"، نجحت الوزارة في فتح آفاق واسعة للربط بين الباحثين عن فرص عمل مؤقتة والمنشآت التي تحتاج إلى كوادر بشرية مؤهلة، وهو ما عزز من سرعة وسهولة توظيف العمالة المحلية المؤهلة ضمن بيئة عمل منضبطة وشفافة.

وشهدت المنصة إقبالًا كبيرًا من قبل الباحثين عن عمل من جهة، ومنشآت القطاع الخاص من جهة أخرى، مما أسفر عن إصدار أكثر من 42 ألف تصريح عمل مؤقت، تغطي مجموعة واسعة من الخدمات والوظائف الموسمية.

كما تمكّنت المنصة من جذب ما يزيد عن 40 ألف سيرة ذاتية تم تحميلها خلال الموسم، وهو ما يعكس الثقة المتزايدة من الأفراد في الحلول الرقمية التي تتيحها الوزارة لتنظيم سوق العمل وفق ضوابط حديثة وفعالة.

في ذات السياق، أبرمت أكثر من 3,234 منشأة عقودًا فعلية مع القوى العاملة من خلال "باب أجير"، شملت أكثر من 60 قطاعًا مختلفًا، مما يدل على تنوّع احتياجات السوق ومرونة المنصة في تلبية هذه المتطلبات.

ويُعد هذا الإنجاز جزءًا من استراتيجية الوزارة المستمرة لتطوير قطاع العمل الموسمي، وتسهيل آليات التشغيل ضمن بيئة تقنية متكاملة تضمن العدالة وتقلل من التكاليف الإدارية والتنظيمية على جميع الأطراف.

كما تهدف هذه الجهود إلى دعم الجهات العاملة في موسم الحج، وتمكينها من أداء مهامها بكفاءة عالية، عبر استقطاب الكفاءات الوطنية المؤهلة دون الحاجة إلى استقدام مؤقت أو إجراءات معقدة وطويلة.

وتؤكد الوزارة أن خدمة "أجير الحج" تأتي في إطار رؤية شاملة تهدف إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، من خلال رفع جاهزية القطاعات العاملة وتوفير كوادر مدرّبة على التعامل مع ضغوط المواسم.

وتعمل الوزارة على تفعيل أدوات الربط التقني المباشر بين المنصة والمنشآت، بما يسرّع وتيرة التوظيف، ويعزز فرص العمل المؤقتة في إطار منظم وقانوني، يضمن الحقوق ويعزز من جودة المخرجات.

وتسعى الوزارة من خلال هذه الخدمة إلى تمكين القطاع الخاص من أداء دور أكبر في تغطية احتياجات موسم الحج، عبر كوادر محلية أثبتت كفاءتها وقدرتها على التكيّف مع طبيعة العمل في المشاعر المقدسة.

كما تعتبر "باب أجير" منصة مرنة لأصحاب الأعمال، تتيح لهم الوصول إلى شريحة واسعة من الباحثين عن العمل خلال وقت قصير، وتوفير تكاليف التشغيل المرتبطة بالتوظيف التقليدي.

وتتماشى هذه المبادرات مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تولي أهمية كبيرة لرفع مستوى إنتاجية القوى العاملة، وتحقيق الكفاءة التشغيلية، وتفعيل دور المواطنين والمقيمين المؤهلين في مواسم العمل المؤقتة.

وقد أشادت العديد من الجهات المشاركة في موسم الحج بخدمة "أجير"، معتبرين إياها نقلة نوعية في تنظيم العمل الموسمي، لما توفره من شفافية، وسرعة، ووضوح في التعاقدات، مما يُسهم في استدامة الأداء الميداني.

وتمضي وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في تطوير منظومة التوظيف الموسمي، بدعم من التحول الرقمي وتكامل الجهات الحكومية، بما يضمن تقديم أفضل الخدمات لضيوف بيت الله الحرام، واستمرار النمو في كفاءة سوق العمل.