بدأت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة نجران استقبال طلبات الطلاب والطالبات الراغبين في إجراء اختبار تحديد المستوى "المركزي"، في خطوة تهدف إلى تمكين فئات بعينها من استئناف رحلتهم التعليمية في المرحلة الثانوية.
الخطوة التي أعلنتها الإدارة تفتح الباب أمام عدد من الفئات التي انقطعت عن الدراسة أو لم تحظَ بفرصة تعليمية تقليدية، لتقييم قدراتهم المعرفية والتحاقهم بالمستوى المناسب ضمن المرحلة الثانوية.
وأكدت الإدارة أن التقديم متاح حاليًا، ويستمر حتى الأول من شهر صفر لعام 1447هـ، مشيرة إلى أن الاختبار سيكون محوريًا في إعادة دمج المتقدمين في المسار التعليمي الرسمي.
الفئات المشمولة بهذه المبادرة تشمل بشكل أساسي المواطنين من الطلاب والطالبات الذين لم يسبق لهم الالتحاق بأي مؤسسات تعليمية رسمية، لكنهم يملكون المهارات الأساسية التي تمكنهم من خوض الاختبار.
كما تستهدف الإجراءات الجديدة أولئك الذين انقطعوا عن مقاعد الدراسة لثلاث سنوات أو أكثر، في محاولة لإعادتهم إلى العملية التعليمية دون الحاجة إلى البدء من نقطة الصفر.
ولم تغفل الإدارة كذلك الفئة العمرية التي تجاوزت 22 عامًا، إذ فتحت أمامهم المجال للتقديم دون اشتراط وجود شهادة سابقة، مراعاة للظروف الخاصة التي قد تكون حالت دون استمرارهم في التعليم.
ومن بين الفئات المستهدفة أيضًا، الأفراد الذين فقدوا وثائقهم التعليمية لأسباب قهرية أو خارجة عن إرادتهم، سواء بسبب الكوارث أو الأحداث الاستثنائية، ما حرمهم من إثبات مستواهم الدراسي سابقًا.
وتأتي هذه الخطوة ضمن التوجهات التعليمية الحديثة التي تتبناها وزارة التعليم، والتي تراعي تنوع الخلفيات والظروف الاجتماعية والتعليمية للأفراد، مع التركيز على تمكين الجميع من الوصول إلى حق التعليم.
وحثت الإدارة العامة للتعليم بنجران جميع الطلاب المتقدمين من الذكور على التوجه إلى مقر القبول الموحد بالمنطقة، وهو المكان الرسمي المعتمد لتقديم طلبات تحديد المستوى.
أما الطالبات الراغبات في الاستفادة من هذا النظام، فبإمكانهن التوجه إلى مبنى الإدارات النسائية بحي الفهد، حيث تم تخصيصه لاستقبال المتقدمات وتقديم الدعم اللازم لهن خلال فترة التسجيل.
وشددت الإدارة على أهمية الحضور الشخصي إلى مقرات التقديم، مصطحبين الوثائق الشخصية المتاحة أو أي إثباتات تدعم حالاتهم، لضمان تقييم الطلبات بدقة وسرعة.
ويعد اختبار تحديد المستوى أداة رسمية تعتمدها وزارة التعليم لتقييم إمكانات الأفراد بشكل شامل، من خلال معايير محددة تقيس المهارات الأساسية والمعارف التراكمية.
كما يسهم هذا النوع من الاختبارات في توجيه الأفراد إلى المرحلة المناسبة من الدراسة دون تحميلهم عبء سنوات دراسية لا تعكس مستواهم الحقيقي، وهو ما يعزز كفاءة النظام التعليمي ككل.
وتأمل الإدارة من خلال هذه المبادرة أن تسهم في احتواء شريحة واسعة من أبناء وبنات المنطقة الذين واجهوا تحديات تعليمية في الماضي، ومنحهم فرصة جديدة لإعادة بناء مستقبلهم الأكاديمي والمهني.
وتؤكد الخطوة التزام إدارة تعليم نجران برؤية المملكة 2030، والتي تضع التعليم الشامل والتكافؤ في الفرص على رأس أولوياتها، في سبيل بناء مجتمع معرفي متكامل يستثمر في كل طاقاته البشرية.