صندوق الاستثمارات
الاستدامة والابتكار في قلب "إكسبو الرياض": الصندوق يطلق الشركة لتطوير حضري غير مسبوق!
كتب بواسطة: محمد خالد |

في خطوة تعكس التزام السعودية بتحقيق أهداف "رؤية 2030" واستعدادها لاستضافة أبرز الفعاليات العالمية، أعلن صندوق الاستثمارات العامة إطلاق شركة "إكسبو 2030 الرياض" (ERC)، وهي كيان مملوك بالكامل للصندوق، ستتولى مسؤولية بناء وتشغيل مرافق معرض "إكسبو 2030 الرياض"، وهو الحدث العالمي المرتقب الذي تستضيفه المملكة للمرة الأولى في تاريخها، وتأتي هذه الخطوة ضمن إستراتيجية الصندوق الهادفة إلى تعظيم الأثر الاقتصادي المحلي وتعزيز التنوع في القطاعات الاستراتيجية.

ويقع المشروع على مساحة هائلة تبلغ 6 ملايين متر مربع شمال العاصمة الرياض، في موقع استراتيجي بجوار مطار الملك سلمان الدولي المستقبلي، ما يجعله أحد أكبر مواقع الإكسبو عالميًا، ومن المنتظر أن يتحول هذا المشروع إلى مركز عالمي متعدد الاستخدامات، يربط العاصمة بمنظومة من البنية التحتية المتطورة، ويعكس طموحات المملكة في تقديم نسخة من المعرض ترتقي إلى أعلى المعايير العالمية في التنظيم والتطوير الحضري.

ووفقًا لبيان صندوق الاستثمارات العامة، فإن الشركة الجديدة ستتولى مهام تطوير البنية التحتية والتشغيل الكامل لمرافق المعرض، بما يشمل عمليات ما بعد انتهاء الحدث، حيث سيتم تحويل موقع المعرض إلى "قرية عالمية" نابضة بالحياة، تضم مجتمعات سكنية متكاملة، ومراكز تجزئة ومطاعم، مع الحفاظ على الطابع المستدام للمكان، ليصبح نموذجًا عالميًا للسياحة الحضرية المستدامة متعددة الثقافات.

من المتوقع أن يجذب "إكسبو 2030 الرياض" أكثر من 40 مليون زيارة خلال فترة انعقاده الممتدة من 1 أكتوبر 2030 وحتى 31 مارس 2031، ويتوقع أن تصل مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة خلال مرحلة الإنشاء إلى نحو 241 مليار ريال سعودي، مع استحداث 171 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، أما خلال المرحلة التشغيلية، فمن المرجح أن يضيف المعرض ومرافقه نحو 21 مليار ريال إلى الاقتصاد الوطني، ما يجعله أحد أكثر المشاريع تأثيرًا في مسيرة التحول الاقتصادي الذي تشهده المملكة.

وفي تصريح له، أكد سعد الكرود، رئيس الإدارة العامة للاستثمارات العقارية المحلية في الصندوق، أن تأسيس شركة "إكسبو 2030 الرياض" يأتي انسجامًا مع رؤية الصندوق في تحفيز الاقتصاد المحلي، وتعزيز الابتكار في المجال الحضري، والارتقاء بجودة الحياة، مستفيدًا من منظومة الصندوق المتنوعة محليًا ودوليًا، كما أشار إلى أن الشركة ستنطلق بخطط عمل سريعة وواضحة، وستسعى إلى تأسيس شراكات مع القطاعين المحلي والدولي، لضمان تنفيذ المشروع وفق أعلى المعايير العالمية، سواء في مجالات التشييد أو إدارة الفعاليات الثقافية والاقتصادية.

وسيكون من أبرز مميزات معرض "إكسبو 2030 الرياض" تمكين الدول المشاركة من إنشاء أجنحة دائمة، تظل جزءًا من مرافق الموقع حتى بعد انتهاء الحدث، وهو ما يفتح الباب أمام فرص استثمارية مستدامة على المدى البعيد، ويُتوقع أن تتحول هذه الأجنحة إلى منصات دبلوماسية وتجارية تمثل جسورًا للتعاون الدولي، ما يعزز من مكانة الرياض كمركز عالمي للأعمال والاستثمار.

ويؤكد فوز الرياض باستضافة هذا الحدث في نوفمبر 2024 — من الجولة الأولى للتصويت — الثقة الدولية المتزايدة في قدرة المملكة على تنظيم فعاليات بحجم "إكسبو"، فضلًا عن المكانة المتصاعدة للرياض كإحدى أسرع العواصم نموًا وتحولًا، ومن خلال تبني مفاهيم الاستدامة، وربط النمو الاقتصادي بتحسين جودة الحياة، تسعى العاصمة إلى أن تكون نموذجًا عالميًا للمدن الحديثة الذكية.

تجدر الإشارة إلى أن صندوق الاستثمارات العامة يلعب دورًا محوريًا في تنمية اقتصاد المملكة وتنويعه، وقد أطلق العديد من المشاريع التحولية الكبرى خلال الأعوام الماضية، وتُعد شركة "إكسبو 2030 الرياض" امتدادًا لهذا الدور الريادي، مع تركيز خاص على العقار والتنمية الحضرية وقطاع الفعاليات، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية 2030 وتحقيق السعودية لموقعها الريادي في خارطة الاقتصاد العالمي.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار