سوق الأسهم
السوق السعودي عند "مفترق طرق".. خبير مالي يكشف عن مرحلة "تحديد المصير" التي ستشكل اتجاه الأسهم
كتب بواسطة: حكيم خالد |

قال محلل الأسواق المالية تركي الغفيلي إن سوق الأسهم السعودي يمر حاليًا بمرحلة مفصلية تتسم بوضوح مظاهر جني الأرباح، وسط حالة من الترقب يصفها المحللون بأنها "مرحلة تحديد المصير" بالنسبة لاتجاه المؤشر العام في الفترة القريبة.

جاء ذلك خلال مداخلة إذاعية للغفيلي في برنامج "السوق"، الذي يُبث عبر أثير "العربية إف إم"، حيث تناول فيها تحليلاً لحالة السوق في جلسات التداول الأخيرة، وأبرز التحركات التي شهدتها السوق خلال اليوم.

وأوضح الغفيلي أن السوق قد بلغ ذروة موجة جني الأرباح خلال تعاملات اليوم، حيث بدت ملامح الضغوط البيعية أكثر وضوحًا مقارنة بجلسات سابقة، ما يشير إلى اقتراب السوق من نقطة محورية في أدائه الفني.

وأشار إلى أن قوة المضاربات النشطة خلال الفترة الأخيرة أسهمت بشكل مباشر في رفع وتيرة السيولة الداخلة والخارجة، ما أوجد حالة من التذبذب في المؤشر العام، وجعل السوق عرضة لتحركات غير مستقرة نسبيًا.

وبيّن أن بعض القطاعات شهدت ارتفاعًا في وتيرة التداولات اليومية، نتيجة دخول مستثمرين مضاربين بنسب كبيرة، ما عزز السيولة على المدى القصير لكنه أدى أيضًا إلى استهلاك جزء كبير منها بسرعة.

واعتبر الغفيلي أن استنزاف السيولة في هذا التوقيت الدقيق يُعد تحديًا أمام استمرار موجة الصعود التي شهدها السوق سابقًا، خصوصًا أن السيولة تُعد الوقود الأساسي لأي ارتفاع مستدام في أسعار الأسهم.

وأضاف أن السوق الآن في مرحلة مراقبة دقيقة من قبل المتعاملين والمؤسسات الاستثمارية، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الفترة تمهيدًا لمرحلة تصحيح أوسع، أم أنها مجرد توقف مؤقت لإعادة التموضع قبل استئناف الصعود.

وتوقع الغفيلي أن تؤدي عمليات جني الأرباح المركزة، إذا ما استمرت بهذا الزخم، إلى دفع المؤشر العام نحو مستوى 10,690 نقطة، وهو ما قد يكون نقطة دعم محتملة إذا تمكن السوق من التماسك عندها.

وأشار إلى أن هذا المستوى يُعتبر فنيًا من المناطق الحساسة التي سيتوقف عندها أداء السوق، لافتًا إلى أهمية مراقبة مدى قدرة السوق على امتصاص الضغوط البيعية في هذا النطاق السعري.

ونوّه إلى أن المستثمرين المحترفين يتعاملون مع مثل هذه المراحل بحذر، فهم إما يقومون بتسييل بعض المراكز أو يعيدون توزيع المحافظ المالية، في انتظار اتضاح الاتجاه العام للسوق خلال الأيام المقبلة.

وأكد أن قوة المضاربة ليست دائمًا مؤشرًا إيجابيًا، إذ قد تعني في بعض الأحيان أن السوق يفتقر إلى زخم استثماري طويل الأجل، ما يُعرّضه لارتدادات مفاجئة حال خروج السيولة سريعًا.

وحث الغفيلي المستثمرين الأفراد على عدم الانجراف خلف التحركات اليومية المفرطة، داعيًا إلى التروي واتخاذ قرارات مدروسة قائمة على التحليل الفني والأساسي، بدلًا من التأثر بالضجيج اللحظي.

وشدّد على أن مرحلة جني الأرباح طبيعية وصحية في أي سوق نشط، بل إنها تمثل فرصة للمستثمرين المؤسسيين لإعادة تقييم الأسهم عند مستويات سعرية أقل، ما يعيد التوازن إلى السوق لاحقًا.

واختتم الغفيلي حديثه بالإشارة إلى أن المؤشرات الحالية توحي بأن السوق في مفترق طرق، وأن نتائج الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد المسار العام للمؤشر، سواء بمواصلة الصعود أو بدء موجة تصحيح جديدة.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار