إنجاز طبي في جازان.. علاج اضطراب نادر لطفلة 9 سنوات
بعد أشهر من المعاناة الغامضة.. أطباء جازان يكشفون سر "الألم الشديد" الذي أصاب طفلة في التاسعة
كتب بواسطة: محمد خالد |

في إنجاز طبي جديد يُضاف إلى سجل النجاحات الصحية بمنطقة جازان، تمكن فريق طبي متخصص بمستشفى الأمير محمد بن ناصر من تشخيص وعلاج حالة نادرة ومعقدة لطفلة تبلغ من العمر 9 سنوات، كانت تعاني من أعراض غامضة ومزمنة أربكت محاولات العلاج الأولية.

الطفلة، التي راجعت المستشفى برفقة ذويها، كانت تعاني من آلام شديدة في البطن، ونوبات متكررة من القيء والإرهاق العام، دون وجود تشخيص واضح لحالتها، ما تسبب في تدهور حالتها النفسية والجسدية خلال فترة قصيرة.

وذكر الفريق الطبي أن الحالة خضعت لفحوصات دقيقة، شملت تحاليل مخبرية موسعة، وتصويرًا بالأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، إضافة إلى فحص سريري مكثف من عدد من الأطباء المختصين في الجهاز الهضمي وطب الأطفال.

وقد تم تشخيص الحالة بعد استبعاد عدد كبير من الاحتمالات الشائعة، ليتبيّن أن الطفلة تعاني من اضطراب نادر يُعرف باسم "التواء الأمعاء الخلقي"، وهو عيب خلقي يظهر في مرحلة مبكرة من الحياة، لكنه نادر الظهور في هذا السن.

وأوضح الأطباء أن هذا النوع من الاضطراب يُعد من الحالات التي يصعب كشفها في مراحل متقدمة، بسبب تشابه أعراضه مع أمراض أكثر شيوعًا، وهو ما يجعل التشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية لتفادي المضاعفات.

تمت إحالة الطفلة فورًا إلى قسم العمليات، حيث خضعت لتدخل جراحي دقيق استغرق أكثر من ثلاث ساعات، شارك فيه طاقم طبي متكامل من الجراحة العامة وجراحة الأطفال والتخدير، باستخدام تقنيات حديثة لضمان أعلى معدلات الأمان.

وصرّح الفريق الجراحي أن العملية تكللت بالنجاح، وتم تصحيح موضع الأمعاء وإزالة الالتفاف الذي كان يعيق حركة الهضم، وسط متابعة لحظية لكافة المؤشرات الحيوية للطفلة داخل غرفة العمليات.

بعد العملية، نُقلت الطفلة إلى وحدة العناية المركزة للأطفال، حيث استقرت حالتها تدريجيًا، وبدأت المؤشرات الحيوية تتحسن بشكل مطمئن، وسط متابعة مكثفة من الطاقم التمريضي والطبي لضمان تعافيها التام.

وأبدى ذوو الطفلة شكرهم وامتنانهم للفريق الطبي الذي تعامل مع الحالة بمهارة عالية وإنسانية لافتة، مشيرين إلى أن الدقة في التشخيص كانت نقطة التحول في علاج معاناة استمرت لأشهر دون نتيجة.

إدارة مستشفى الأمير محمد بن ناصر في جازان نوّهت بأن هذا النجاح يعكس تطور الإمكانات الطبية في المنطقة، وقدرة الكفاءات الوطنية على التعامل مع الحالات المعقدة والنادرة بكل احترافية ومسؤولية.

وأكدت أن المستشفى يعكف حاليًا على توثيق الحالة في السجلات الطبية التعليمية، بهدف تعميم الفائدة منها على المستشفيات الأخرى، والمساهمة في رفع وعي الأطباء بمثل هذه الحالات التي قد تمر دون تشخيص دقيق في أماكن أخرى.

الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يسجّل فيها المستشفى نجاحًا في التعامل مع حالة طبية نادرة، حيث يواصل تعزيز جهوده ليكون مركزًا طبيًا مرجعيًا على مستوى المنطقة الجنوبية، قادرًا على تقديم رعاية متقدمة للأطفال والبالغين.

ويأتي هذا الإنجاز متماشيًا مع جهود وزارة الصحة السعودية في دعم المستشفيات الطرفية بالمناطق المختلفة، ورفع كفاءة الكوادر المحلية، وتوفير أحدث التجهيزات التي تمكّن الأطباء من تقديم رعاية طبية تضاهي المستويات العالمية.

ويؤكد الأطباء المعالجون أن الطفلة الآن بصحة جيدة، وتخضع لبرنامج تغذية ومتابعة طبي مخصص لما بعد الجراحة، مع توقعات إيجابية بعودتها لحياتها الطبيعية خلال أسابيع قليلة، دون أي مضاعفات متوقعة.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار