تلقى المنتخب السعودي الأول لكرة القدم خسارته الأولى في بطولة الكأس الذهبية، بعدما سقط أمام نظيره الأميركي بهدف دون مقابل في المواجهة التي جمعت الفريقين على ملعب "كيو 2" في مدينة أوستن بولاية تكساس الأميركية، جاء هذا التعثر ليضع "الأخضر" في موقف معقّد ضمن المجموعة، حيث بات مصيره معلقًا بنتيجة مباراته المقبلة أمام ترينيداد وتوباغو.
اللقاء الذي شهد حضورًا جماهيريًا لافتًا، اتسم بطابع تكتيكي قوي من الجانبين، لكن أصحاب الأرض نجحوا في فرض سيطرتهم على مجريات الشوط الثاني، ليُترجموا الضغط بهدف وحيد أحرزه المدافع كريس ريتشاردز، إثر ركلة ركنية نُفذت بإتقان داخل منطقة الجزاء.
ورغم محاولات الأخضر في العودة إلى أجواء المباراة، إلا أن الفاعلية الهجومية غابت عن الخط الأمامي، في ظل التنظيم الدفاعي الجيد للمنتخب الأميركي، الذي بدا أكثر تماسكا وانسجاما، مستفيدًا من عامل الأرض والجمهور، ومن الاستعدادات المكثفة قبل البطولة.
الهزيمة لم تكن فقط خيبة فنية، بل فتحت باب التساؤلات حول أداء المنتخب السعودي، ومدى جاهزيته للاستمرار في البطولة القارية، التي يُشارك فيها لأول مرة بدعوة رسمية، في إطار تطوير خبراته الدولية ورفع جاهزية اللاعبين قبل الاستحقاقات الآسيوية المقبلة.
ويبدو أن رهان الجهاز الفني على عناصر الشبان الذين يشاركون في هذه البطولة لم يُثمر حتى الآن النتائج المرجوة، في وقت يُطالب فيه المتابعون بضرورة معالجة الأخطاء الدفاعية والهجومية، قبل مواجهة ترينيداد وتوباغو التي أصبحت بمثابة "عنق الزجاجة" للأخضر.
من جانبه، أعرب مدرب المنتخب السعودي، خلال المؤتمر الصحفي بعد اللقاء، عن خيبة أمله من النتيجة، لكنه أكد أن اللاعبين قدموا مستوى جيدًا في الشوط الأول، مشيرًا إلى أن التفاصيل الصغيرة كانت هي الفيصل، خاصة في الكرات الثابتة، التي استغل منها الخصم هدف الفوز.
أما على الجانب الآخر، فقد احتفى المنتخب الأميركي بتأهله رسميًا إلى الدور ربع النهائي، بعد تحقيقه الفوز الثاني تواليًا، ليؤكد صدارته للمجموعة ويبرهن على قدرته في المنافسة بقوة على اللقب، مستفيدًا من الدعم الجماهيري والتنظيم العالي داخل صفوفه.
وتتجه أنظار الجماهير السعودية الآن إلى المباراة المرتقبة ضد ترينيداد وتوباغو، التي ستحسم هوية المتأهل الثاني عن المجموعة، وبينما لا يمتلك الأخضر رفاهية التفريط، فإنه مطالب بتقديم عرض هجومي أفضل، واستغلال الفرص من أجل اقتناص النقاط الثلاث وحجز بطاقة العبور.