في خطوة منتظرة منذ سنوات، بدأت شركة جوجل بتفعيل خيار جديد في متصفح كروم على أجهزة أندرويد، يتيح للمستخدمين نقل شريط العنوان إلى أسفل الشاشة، استجابة لمطالب طالما عبّر عنها الملايين من مستخدمي الهواتف الذكية حول العالم.
التغيير الجديد يأتي في وقت أصبحت فيه الهواتف الذكية أطول وأكثر صعوبة في التصفح بيد واحدة، ما جعل الوصول إلى الجزء العلوي من الشاشة مهمة غير مريحة، وخصوصًا في أثناء التنقل أو الاستخدام السريع.
ومن خلال هذا التحديث، لم تكتفِ جوجل فقط بنقل شريط العنوان، بل أضافت معه أدوات التحكم المهمة مثل زر التبويبات والقائمة الثلاثية إلى الأسفل، مما يمنح المستخدم تجربة أكثر سلاسة وانسيابية.
التحديث الذي بات متاحًا اعتبارًا من اليوم، يمنح حرية اختيار الموقع المناسب لشريط العنوان، إذ لا يزال بالإمكان الاحتفاظ بالوضع التقليدي في أعلى الشاشة لمن لا يرغب في التغيير.
وصرّحت جوجل في بيان رسمي أن هذا الخيار الجديد يأتي ضمن جهودها لتخصيص تجربة المستخدم، مشيرة إلى أن اختلاف أحجام الأيدي والهواتف كان دافعًا أساسيًا وراء إعادة التفكير في واجهة التصفح.
وأضافت الشركة: "صممنا هذا التحديث ليمنحك القدرة على اختيار الأنسب لك، سواء أكان شريط العنوان في الأعلى أو في الأسفل، لتصفح أكثر راحة وتحكمًا.
طريقة تفعيل الميزة لا تتطلب الكثير من الخطوات، إذ يكفي الضغط مطولًا على شريط العنوان الحالي، لتظهر قائمة تتيح نقل الشريط إلى الأسفل أو نسخ الرابط، كما يمكن تعديلها من خلال إعدادات المتصفح.
ويُنصح المستخدمون بالتحقق من وجود التحديث الأخير للمتصفح، وذلك عبر الدخول إلى متجر جوجل بلاي وتثبيت النسخة الأحدث من كروم، حيث لن تظهر الميزة في الإصدارات القديمة.
التدريج في إطلاق الميزة يعكس سياسة جوجل المعتادة، حيث ستصل إلى جميع المستخدمين خلال الأسابيع المقبلة، لتجنب الأعطال وضمان أفضل أداء للتجربة الجديدة.
اللافت أن هذه الخاصية ليست جديدة تمامًا في بيئة جوجل، إذ سبق وظهرت في نسخة iOS من كروم منذ عام 2023، وحققت تفاعلًا إيجابيًا شجّع الشركة على تعميمها لاحقًا.
أما في أندرويد، فقد كانت هذه الفكرة تحت الاختبار منذ سنوات، وتحديدًا منذ أكتوبر 2024، حين بدأت جوجل بتجربتها مع مجموعة صغيرة من المستخدمين.
وقد عبّر كثير من مستخدمي النسخة التجريبية حينها عن رضاهم، ما عزّز لدى جوجل الثقة في توسيع نطاق الإتاحة العامة.
يأتي هذا التحديث في سياق توجه أوسع من شركات التقنية لتقديم واجهات أكثر قابلية للتخصيص، بما يتماشى مع أنماط الاستخدام المتغيرة وسلوكيات المستهلكين في العصر الرقمي.
ومع تزايد الاعتماد على الهواتف كأداة رئيسية للعمل والتصفح، تبدو هذه الخطوة بمثابة استجابة ذكية ومرنة من جوجل لاحتياجات جمهورها المتنوع.
