ارتفعت أسعار النفط في تعاملات اليوم الجمعة رغم الضغوط المستمرة التي تدفع نحو تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي لها منذ مارس 2023، وذلك مع تراجع المخاوف الجيوسياسية عقب صمود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، ما أضعف علاوات المخاطر التي دفعت الأسعار للارتفاع في وقت سابق من الشهر الجاري.

وسجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بنسبة 0.52% بما يعادل 35 سنتًا ليصل إلى 68.08 دولارًا للبرميل، بينما زادت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.61% أو ما يعادل 40 سنتًا ليستقر عند 65.64 دولارًا للبرميل. ورغم هذا التحسن اللحظي، يتجه الخامان القياسيان نحو خسائر أسبوعية تُقدّر بنحو 12% ليعودا إلى مستويات ما قبل التصعيد العسكري في 13 يونيو حين شنت إسرائيل ضربات على منشآت إيرانية.

ويرى محللون أن متوسط سعر خام غرب تكساس قد يبلغ نحو 67 دولارًا للبرميل هذا العام، في حين يُتوقع أن ينخفض إلى 60 دولارًا في العام المقبل، وذلك بعد تعديل التوقعات بزيادة قدرها دولاران لكل برميل لأخذ العوامل الجيوسياسية في الحسبان، مما يعكس استمرار الحذر في الأسواق رغم التهدئة الظاهرة في الشرق الأوسط.

في المقابل، شهدت أسواق الذهب تراجعًا ملحوظًا اليوم، مع تراجع المعدن الأصفر بنسبة تقارب 1% ليبلغ 3296.89 دولارًا للأوقية، وهو ما يضعه في طريقه لتسجيل ثاني خسارة أسبوعية متتالية، وذلك في ظل استقرار نسبي للدولار الأمريكي وترقب الأسواق لبيانات التضخم المرتقبة في الولايات المتحدة والتي قد تؤثر على قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.

كما انخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.7% إلى 3325.70 دولارًا، فيما استقرت أسعار الفضة عند 36.63 دولارًا للأوقية. وسجّل البلاتين تراجعًا بنسبة 1.8% إلى 1391.28 دولارًا بعدما لامس أعلى مستوياته في نحو 11 عامًا، بينما صعد البلاديوم بنسبة 1.4% ليبلغ 1147.78 دولارًا وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 2024.

وتعكس هذه التحركات استمرار حالة الترقب والتذبذب في الأسواق العالمية، مع احتدام التأثيرات الجيوسياسية والمالية وتداخلها بشكل متزايد في تحديد مسار أسعار السلع الاستراتيجية خلال النصف الثاني من العام الجاري.