الحجاج
"صوت الحاج مسموع الآن".. رئاسة الشؤون الدينية تطلق مبادرة لتوثيق شهاداتهم الحية من قلب المسجد النبوي
كتب بواسطة: فاتن حامد |

في مبادرة جديدة تمزج بين البعد الروحي والإنساني، أطلقت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي مبادرة نوعية تحمل عنوان "مشاعر من أروقة الحرمين"، تهدف إلى تسليط الضوء على التجارب الإيمانية العميقة التي يعيشها الحجاج والزائرون في رحاب المسجد النبوي، ضمن أجواء تغمرها السكينة والطهر.

وتعكس المبادرة حرص الرئاسة على التفاعل المباشر مع الزوار، من خلال رصد مشاعرهم وانطباعاتهم في لحظات استثنائية، حيث تمتزج العبارات الصادقة بالدموع والابتسامات، في مشهد يعبّر عن عمق الرضا الروحي الذي يعيشه ضيوف الرحمن في هذه البقعة المقدسة.

تركّز المبادرة على نقل تلك اللحظات الإنسانية بكل شفافية ودفء، عبر اللقاءات الشخصية مع الزوار، الذين يُفسح لهم المجال للتعبير بكلمات نابضة بالشكر والدعاء، تشهد على الصفاء النفسي والتجرد من شواغل الدنيا، في حضرة الروح والإيمان.

وأوضحت رئاسة الشؤون الدينية أن "مشاعر من أروقة الحرمين" لا تُعد مجرد مشروع إعلامي، بل هي توثيق حي لتجربة الحج والزيارة، من خلال عيون وقلوب أصحابها، الذين يُعبرون عن انبهارهم بمدى التنظيم، وحفاوة الاستقبال، والاهتمام المتكامل الذي يحيط بهم في أدق تفاصيل رحلتهم.

ويأتي إطلاق المبادرة في توقيت بالغ الدلالة، حيث تزداد حركة الزوار للمدينة المنورة بعد انتهاء موسم الحج، ما يمنح الرئاسة فرصة مثالية لتوثيق التجارب الروحية وسط أجواء أكثر هدوءًا، تتيح للحجاج التعبير عن أحاسيسهم بعد إتمام مناسكهم الكبرى.

وتُسهم هذه المبادرة في تقديم صورة صادقة وحقيقية لما يعيشه الزائر في المسجد النبوي، بعيدًا عن التقارير الرسمية والمجاملات المعتادة، فهي تنقل نبض القلوب التي تلهج بالشكر والثناء لله، ثم للمملكة التي سخّرت إمكانياتها لخدمة ضيوف الرحمن.

ويستند فريق المبادرة إلى رؤية تقوم على ملامسة الجانب الإنساني في كل تجربة، بدءًا من استقبال الزائر وحتى لحظة مغادرته، مما يجعل الحكايات التي يتم توثيقها مليئة بالمواقف والعبر والدروس التي تُلهِم وتُعزز القيم الإيمانية.

وقد أعرب العديد من الزوار عن امتنانهم لهذه المبادرة، التي منحتهم مساحة للتعبير بحرية عن مشاعرهم، معتبرين أن لحظة البوح بما يختلج في القلب أمام هذه الكعبة المعنوية، تمثل لهم صورة خالدة تتجاوز حدود الزمان والمكان.

كما أشار المشاركون إلى أن أكثر ما يميز رحلتهم هو الشعور العميق بالأمان والطمأنينة، إضافة إلى الحفاوة التي يلقونها من القائمين على الحرمين الشريفين، ما يجعلهم يشعرون وكأنهم في وطنهم، محاطين بعناية لا تقل عن رعاية الأهل.

وترى الرئاسة أن ما تم رصده حتى الآن يُمثل مرآة ناصعة لنجاح المنظومة الخدمية في الحرمين، وأن هذه الكلمات الصادقة تمثل أبلغ شهادة على ما تبذله المملكة من جهود، تعجز الأقلام الرسمية عن تلخيصها، لأنها نابعة من عمق التجربة الشخصية المباشرة.

كما تُبرز المبادرة جانبًا مهمًا في استراتيجية الرئاسة، يتمثل في توثيق الأثر الروحي والمعنوي الذي تتركه زيارة الحرمين في نفوس الزوار، ما يعزز من وعي المجتمعات المسلمة حول العالم بقيمة هذه الرحلة، ويُلهم الأجيال القادمة إلى السعي لأداءها بكل توق وشوق.

وتسعى رئاسة الشؤون الدينية من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز مفاهيم التواصل الإنساني والدعوي، عبر سرد القصص الواقعية المؤثرة التي تعكس أثر العبادة والطاعة، بعيدًا عن الخطاب التقليدي، مع التركيز على تجربة الفرد كمصدر للإلهام والنمو الإيماني.

كما تعمل المبادرة على إنتاج محتوى مرئي ومسموع يتم بثه عبر المنصات الرسمية للرئاسة، بالإضافة إلى نشر مقتطفات من هذه المشاعر ضمن المعارض والمراكز التوعوية، ليبقى الأثر حاضرًا طوال العام، وليس حكرًا على مواسم الحج والزيارة فقط.

وتأتي "مشاعر من أروقة الحرمين" ضمن باقة من المبادرات التي تطلقها رئاسة الشؤون الدينية سعيًا لرفع مستوى التفاعل مع الزوار، وتوثيق القيم الروحية والإنسانية التي تنبع من هذه الرحلة المباركة، التي تشكل نقطة تحول في حياة كل حاج وزائر.