مستقبل رونالدو في النصر غامض.. والوداد المغربي يراقب المشهد
مستقبل رونالدو في النصر غامض.. والوداد المغربي يراقب المشهد
كتب بواسطة: محمد خالد |

لا يزال مستقبل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو يثير الكثير من التساؤلات داخل أروقة نادي النصر السعودي، بعد موسمه الثاني مع الفريق، والذي شهد حضورًا لافتًا على المستوى الفردي، لكنه لم يكن كافيًا لإشباع طموحات الإدارة أو الجماهير على صعيد البطولات، ومع دخول موسم الانتقالات الصيفية، تصاعدت التكهنات بشأن ما إذا كان رونالدو سيواصل رحلته مع "العالمي" أم أن خيارات أخرى بدأت تلوح في الأفق، في ظل تقارير تشير إلى اهتمام أندية خارج القارة الآسيوية بخدماته، وعلى رأسها نادي الوداد المغربي الذي يراقب الموقف عن كثب.

رونالدو، الذي انضم إلى النصر في صفقة تاريخية مطلع عام 2023، تمكن من تسجيل عدد كبير من الأهداف وساهم في تعزيز القوة الهجومية للفريق، إلا أن غياب النصر عن التتويج بالبطولات المحلية والقارية هذا الموسم فتح الباب أمام نقاشات داخلية حول الجدوى الفنية والمالية من استمرار اللاعب، خاصة مع التزامات مالية ضخمة ترتبط بعقده الضخم الممتد حتى منتصف عام 2025، ورغم التأكيدات الرسمية السابقة على تمسك النادي بخدماته، إلا أن الأحاديث المتزايدة عن إعادة تقييم الإستراتيجية الرياضية تثير الشكوك.

من جانبه، لم يصدر أي تعليق مباشر من رونالدو أو وكيل أعماله بشأن الشائعات المتزايدة، وهو ما يزيد الغموض حول مستقبله، ووفقًا لمصادر صحفية مقربة من محيط اللاعب، فإن رونالدو لا يستبعد أي خيار في الفترة المقبلة، لا سيما إذا شعر بأن الطموحات الرياضية للنصر لم تعد تتوافق مع تطلعاته في ختام مسيرته الأسطورية، وفي الوقت ذاته، تؤكد مصادر أخرى أن اللاعب يشعر براحة كبيرة في الرياض، وأنه ينظر إلى السعودية كوجهة مثالية للاستقرار العائلي والاستثمار طويل المدى.

وسط هذا المشهد المعقّد، برز اسم نادي الوداد الرياضي المغربي كمراقب محتمل لتطورات الملف، ورغم أن فكرة التعاقد مع لاعب بحجم كريستيانو رونالدو قد تبدو طموحة إلى حد الخيال في السياق الإفريقي، إلا أن مصادر إعلامية مغربية تحدثت عن وجود اتصالات غير مباشرة لمعرفة موقف اللاعب في حال قرر إنهاء رحلته في دوري روشن السعودي، ويتردد أن هناك جهات استثمارية مغربية قد تساهم في تمويل صفقة من هذا النوع في حال أصبحت مطروحة على الطاولة فعلًا.

المثير في الأمر أن الحديث عن رغبة الوداد لا يرتبط فقط بالجانب الرياضي، بل أيضًا بالبُعد التسويقي والجماهيري، حيث ترى بعض الأصوات داخل النادي المغربي أن صفقة رونالدو - حتى وإن كانت قصيرة الأجل - قادرة على إعادة تسليط الأضواء على الدوري المغربي وتحقيق نقلة نوعية في الاهتمام العالمي به، كما أن تجربة رونالدو السابقة مع النصر أظهرت مدى التأثير الإعلامي والتجاري للاعب، وهو ما قد يُغري أطرافًا استثمارية بالمغامرة من أجل تكرار التجربة في بيئة مختلفة.

في المقابل، ما زال موقف نادي النصر ضبابيًا حيال مستقبل لاعبه الأبرز، حيث لم يصدر أي بيان رسمي ينفي أو يؤكد وجود نية للتخلي عنه، سواء بالبيع أو الإعارة أو حتى إنهاء العقد بالتراضي، وتشير بعض التسريبات إلى أن الإدارة ستجتمع مع اللاعب ووكيله عقب نهاية الموسم الجاري لتقييم التجربة واتخاذ قرار مشترك، خاصة مع وجود توجه داخلي لتقليص المصاريف والتركيز على بناء فريق متوازن فنياً ومالياً.

وتتعزز احتمالية رحيل رونالدو جزئيًا بسبب الأداء المتفاوت للنصر في المسابقات الكبرى، وظهور علامات استفهام حول مدى فاعلية المشروع الرياضي الحالي رغم ضخامة الاستثمارات، كما أن بعض التقارير تحدثت عن احتمالية تجديد دماء الفريق بجيل جديد من اللاعبين، ما يطرح تساؤلات حول مدى انسجام النجم البرتغالي مع هذا التوجه المستقبلي، خاصة وأنه يفضل اللعب ضمن منظومات جاهزة للمنافسة.

ومع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية، يبقى رونالدو تحت المجهر، في ظل ترقب جماهيري واسع لأي تطور جديد في قضيته، سواء داخل السعودية أو خارجها، ورغم أن انتقاله إلى نادٍ عربي آخر يبدو غير مرجح في الوقت الراهن، إلا أن الأندية المغامرة لا تزال تراهن على عنصر المفاجأة، مدفوعة برغبة جماهيرية جامحة في رؤية أحد أعظم نجوم كرة القدم يرتدي قميصًا جديدًا.

السيناريوهات لا تزال مفتوحة، وقد تحسم التفاصيل خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وسط ضغوط إعلامية وشعبية تحاصر كل الأطراف، وفيما يترقب عشاق النصر مصير نجمهم، تنتظر أندية أخرى فرصة الانقضاض على الصفقة إذا ما قرر رونالدو أن يطوي صفحة الدوري السعودي ويبدأ مغامرة جديدة ربما تكون الأخيرة في مسيرته الاحترافية.