مستشفى الأحساء يسجل 22 حالة ابتلاع بطاريات دائرية بين الأطفال
مستشفى الأحساء يسجل 22 حالة ابتلاع بطاريات دائرية بين الأطفال
كتب بواسطة: محمد خالد |

في تطور مثير للقلق في محافظة الأحساء، سجل مستشفى الأطفال المحلي خلال الفترة الماضية 22 حالة ابتلاع بطاريات دائرية من قبل الأطفال، ما أثار تحذيرات طبية وأسرية مهمة بشأن مخاطر هذه الظاهرة المتزايدة وتأثيرها الخطير على صحة الصغار، وهذه الحالات استدعت تدخلًا طبيًا سريعًا وعاجلًا من قبل الطواقم الطبية، التي أكدت أن البطاريات الدائرية تشكل خطرًا جسيمًا عند ابتلاعها، لما لها من تأثير سام قد يصل إلى مضاعفات خطيرة قد تهدد حياة الطفل.

أوضحت إدارة المستشفى أن أغلب الحالات التي وصلت كانت لأطفال في سن صغيرة، حيث ينجذبون إلى البطاريات الدائرية بسبب حجمها الصغير وشكلها الذي يشبه الحلوى أو الألعاب، مما يجعلهم يعمدون إلى وضعها في الفم أو ابتلاعها عن غير قصد، وحذرت الفرق الطبية من أن هذه البطاريات عند ابتلاعها قد تتسبب في حروق كيميائية داخل المريء والمعدة، أو تسبب انسدادًا خطيرًا، يستدعي عمليات جراحية عاجلة أو تدخلات طبية متقدمة.

الطاقم الطبي في المستشفى تحدث عن الإجراءات التي يتم اتخاذها فور استقبال حالات ابتلاع البطاريات، حيث يتم تقييم الحالة بدقة عبر الأشعة والفحوصات اللازمة لتحديد موقع البطارية ومدى الضرر الحاصل، ومن ثم يُقرر الفريق الطبي الطريقة الأنسب لإخراجها بأمان، سواء عن طريق التنظير أو الجراحة في الحالات الحرجة، كما أكدوا على أهمية التدخل المبكر لتجنب المضاعفات المحتملة.

إلى جانب الجوانب الطبية، وجه مستشفى الأطفال بالأحساء رسائل توعوية هامة إلى أولياء الأمور، داعين إلى ضرورة توخي الحذر الشديد في حفظ الأجهزة التي تحتوي على بطاريات دائرية بعيدًا عن متناول الأطفال، وعدم ترك الألعاب أو الأجهزة الإلكترونية التي تحتوي على هذه البطاريات في متناول أيديهم، وشددوا على أن الوعي الأسري والرقابة المستمرة هما الخط الأول للحماية من هذه الحوادث المؤسفة.

كما أشار الخبراء إلى ضرورة تعزيز حملات التوعية المجتمعية حول مخاطر البطاريات الدائرية، وتوفير إرشادات واضحة في المنازل والمدارس والأماكن التي يتواجد فيها الأطفال، بالإضافة إلى تشديد الرقابة على صناعة وتعبئة هذه البطاريات، لضمان سلامتها وعدم سهولة فتحها من قبل الأطفال، وهذه الإجراءات مجتمعة تُعد ضرورية للحد من وقوع مثل هذه الحوادث.

التأثير النفسي على الأطفال الذين تعرضوا لهذه الحوادث وأسرهم لا يقل أهمية عن الأضرار الجسدية، حيث أكدت الفرق الطبية أن بعض الأطفال يعانون من صدمة نفسية نتيجة الإجراءات الطبية الطارئة والتجارب المؤلمة التي مروا بها، مما يستدعي تقديم دعم نفسي وتأهيل مناسب لهم خلال وبعد فترة العلاج.

تتعاون الجهات الصحية في الأحساء مع المؤسسات التعليمية والاجتماعية لتنسيق جهود توعوية مستمرة، تهدف إلى حماية الأطفال من مخاطر الابتلاع غير المقصود للأشياء الخطرة، ومنها البطاريات الدائرية، وذلك من خلال ورش عمل، حملات إعلامية، ونشر مواد تثقيفية موجهة للأسر والمجتمع، ويُنتظر أن تسهم هذه الجهود في تقليل معدلات الحوادث وتحسين بيئة السلامة للأطفال.

في خضم هذه التطورات، يظل مستشفى الأطفال بالأحساء مركزًا رائدًا في تقديم الرعاية الطبية الطارئة لحالات الابتلاع الخطرة، معززًا خبرته في التعامل مع مثل هذه الحوادث عبر فرق طبية متخصصة، مما يبعث برسالة أمل في قدرة النظام الصحي على مواجهة التحديات الطبية الطارئة وحماية الأطفال من مخاطرها.