في صراع لا يقبل التهاون، يدخل فريق الأخدود مباراته أمام الرائد بعيون لا ترى سوى النقاط الثلاث، في محاولة أخيرة للتشبث بخيط الأمل في البقاء ضمن دوري روشن السعودي للمحترفين، والمواجهة المرتقبة تأتي في توقيت حساس من عمر المسابقة، حيث بدأت الحسابات المعقدة تتصدر المشهد، خصوصًا لدى الفرق التي تصارع للهروب من دوامة الهبوط.
الأخدود، الوافد الجديد إلى دوري المحترفين، يواجه واحدة من أصعب فترات موسمه، إذ لم ينجح حتى الآن في تحقيق النتائج التي تضمن له الاستقرار، وهو ما جعله في موقف متأزم على سلم الترتيب، ومع تبقي جولات محدودة على ختام الموسم، تبدو كل مباراة وكأنها نهائي، لا سيما وأن الفارق النقطي بينه وبين مناطق الأمان لا يمنح الفريق ترف التعثر.
رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الفريق الجنوبي، فإن الجهاز الفني واللاعبين لا يزالون يتحلون بروح قتالية عالية، ورغبة حقيقية في إثبات الذات، وإثبات أن الأخدود لم يصعد للمحترفين ليكون محطة عابرة، ويأمل الفريق أن يستثمر عاملي الأرض والجمهور في هذه المباراة المصيرية، خصوصًا مع الدعم الجماهيري الذي بدأ يتزايد في الجولات الأخيرة.
الفريق يدرك أن مواجهة الرائد لن تكون سهلة، خصوصًا وأن الأخير يسعى بدوره لتحقيق فوز معنوي وتعزيز موقعه في وسط الترتيب، بعيدًا عن حسابات الهبوط، والرائد يملك عناصر ذات خبرة، قادرة على قلب الموازين في أي لحظة، ويُجيد التعامل مع الفرق التي تلعب تحت الضغط، وهو ما يتطلب من لاعبي الأخدود الانضباط والتركيز طوال دقائق اللقاء.
من الناحية الفنية، يحاول مدرب الأخدود معالجة الأخطاء المتكررة التي ظهرت في المباريات الماضية، خاصة على مستوى التمركز الدفاعي وسرعة التحول من الدفاع للهجوم، كما يعوّل الفريق على بعض الأسماء التي أظهرت مستويات مميزة هذا الموسم، والتي قد تكون كلمة السر في تحقيق نتيجة إيجابية تُبقي على آمال البقاء.
الإدارة من جانبها، كثفت اجتماعاتها مع اللاعبين في الأيام الماضية، وحرصت على تحفيزهم ماديًا ومعنويًا، وأكدت أن المرحلة لا تحتمل فقدان المزيد من النقاط، وتم التشديد على أن الفوز في هذا اللقاء سيعيد الفريق إلى سكة المنافسة، بينما قد يعني التعثر الدخول في نفق مظلم، يصعب الخروج منه في الجولات القليلة المتبقية.
في المقابل، لا يبدو الرائد فريقًا سهل المنال، فهو يدخل اللقاء بأريحية نسبية، لكن دون الاستغناء عن الطموح في تحسين مركزه، وتأكيد قدرته على مقارعة الفرق الساعية للنجاة، ويعتمد الفريق على توازن تكتيكي واضح، يجمع بين التنظيم الدفاعي والانطلاقات السريعة من الأطراف، وهو ما شكّل إزعاجًا لعدد من خصومه هذا الموسم.
جماهير الأخدود تعي أن هذا اللقاء قد يكون نقطة تحول، أو بداية النهاية، ولذلك يُتوقع حضور جماهيري كبير في مدرجات ملعب المباراة، أملاً في تقديم دفعة معنوية للفريق، ومساعدته على تجاوز أحد أصعب تحدياته منذ انطلاق الدوري، وبين طموح البقاء وخطر السقوط، يبقى الأمل قائمًا ما دامت الكرة لا تزال تُلعب.