في إطار جهودها المستمرة للحفاظ على صحة وسلامة ضيوف الرحمن، أصدرت وزارة الحج والعمرة بيانًا توعويًا يوم الأربعاء عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، أكدت من خلاله على أهمية الإكثار من شرب السوائل خلال أداء مناسك الحج، خاصة في ظل الجهد البدني المتواصل الذي يبذله الحجاج أثناء تنقلاتهم بين المشاعر المقدسة، وتأديتهم لشعائر الركن الخامس من أركان الإسلام.
وأكدت الوزارة أن البيئة المناخية الحارة التي يشهدها موسم الحج في الغالب، إلى جانب كثافة الحشود والتنقل الدائم بين المشاعر، يتطلب من الحجاج اهتمامًا خاصًا بصحتهم الجسدية، خصوصًا فيما يتعلق بالترطيب وتناول كميات كافية من السوائل التي من شأنها تعويض ما يفقده الجسم نتيجة التعرق والمجهود المبذول.
وأوضحت الوزارة في رسالتها التوعوية أن هناك أربع فوائد رئيسية للإكثار من شرب السوائل والمرطبات أثناء أداء مناسك الحج، وهي:
يُعد الحفاظ على التوازن المائي داخل الجسم أمرًا أساسيًا للحفاظ على الصحة العامة، لا سيما في الأجواء الحارة والمزدحمة التي تميز موسم الحج، وأشارت وزارة الحج والعمرة إلى أن الحجاج يفقدون كميات كبيرة من السوائل عن طريق العرق، نتيجة المشي لمسافات طويلة، وأداء الشعائر التي تتطلب مجهودًا جسديًا، مما قد يؤدي إلى انخفاض نسبة السوائل في الجسم إذا لم يتم تعويضها بانتظام.
وشددت الوزارة على أن شرب الماء بشكل متكرر يساعد في الحفاظ على رطوبة الجسم، ويدعم الوظائف الحيوية مثل تنظيم درجة الحرارة، وتدفق الدم، وتحفيز النشاط البدني.
من المعروف أن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل الإنهاك الحراري أو ضربة الشمس، والتي تعتبر من الحالات الطارئة التي قد تصيب الحجاج في المشاعر المقدسة، خاصة في فترة الظهيرة، وبينت الوزارة أن الإكثار من شرب السوائل يساهم في تبريد الجسم بطريقة طبيعية، ويقلل من احتمالية تعرض الحاج لأي مضاعفات صحية ناجمة عن الحر.
أداء مناسك الحج يتطلب جهدًا بدنيًا متواصلًا يمتد على مدار أيام، مما يضع الجسم تحت ضغط كبير، خصوصًا مع وجود عدد من العوامل البيئية الصعبة مثل الحرارة والزحام، وأشارت وزارة الحج والعمرة إلى أن الماء يعتبر عنصرًا حيويًا في محاربة التعب والإرهاق؛ حيث يساعد في تحسين الدورة الدموية، وتخفيف الحمل على الأعضاء الحيوية، وبالتالي يمنح الجسم مزيدًا من الطاقة اللازمة لمتابعة أداء المناسك.
الجفاف من أكثر الحالات شيوعًا بين الحجاج، وينجم عن فقدان كميات كبيرة من السوائل دون تعويض كافٍ، وقد يؤدي إلى أعراض خطيرة تشمل الدوخة، والصداع، وانخفاض ضغط الدم، واضطرابات في وظائف الكلى، ومن هنا، شددت الوزارة على أن شرب الماء بانتظام، حتى قبل الإحساس بالعطش، يمثل خط الدفاع الأول ضد الإصابة بالجفاف.
وأوصت الوزارة الحجاج باتباع بعض الإرشادات الوقائية الهامة لضمان الاستفادة القصوى من شرب السوائل، ومن أبرزها: الحرص على حمل عبوة ماء صغيرة في جميع تنقلات الحاج بين المشاعر، تجنب المشروبات التي تحتوي على كميات عالية من الكافيين أو السكريات، لما لها من تأثير مدر للبول، قد يزيد من فقدان السوائل، تناول الفواكه الغنية بالماء مثل البطيخ والخيار، كوسيلة مساعدة للترطيب، شرب كميات صغيرة من الماء على فترات منتظمة بدلًا من شرب كميات كبيرة دفعة واحدة، تجدر الإشارة إلى أن هذا التوجيه يأتي في سياق جهود وزارة الحج والعمرة، بالتنسيق مع وزارة الصحة والجهات المعنية، لتعزيز الثقافة الصحية لدى الحجاج، وتمكينهم من أداء مناسكهم في أجواء آمنة وصحية.
وتسعى الجهات المنظمة لموسم الحج إلى تقديم كافة التسهيلات والإرشادات التي من شأنها توفير بيئة صحية مناسبة لضيوف الرحمن، حيث يتم نشر التوجيهات عبر وسائل الإعلام الرسمية، والمراكز التوعوية، وعبر تطبيق "نسك"، والمنصات الرقمية المخصصة للحج، إضافة إلى اللافتات الإرشادية المنتشرة في المشاعر.
كما دعت وزارة الحج والعمرة جميع الحجاج إلى عدم التهاون في الالتزام بالتعليمات الصحية، ومتابعة التوجيهات الصادرة من الجهات الرسمية، مشيرة إلى أن الوعي الصحي يبدأ من الإجراءات البسيطة التي قد تحدث فرقًا كبيرًا في حماية الحاج من الإجهاد والمضاعفات الصحية.
وأكدت الوزارة أن توفير سبل الراحة للحجاج، وتمكينهم من أداء المناسك بأمان، مسؤولية تشاركية تتطلب تعاون الحجاج مع الجهات الرسمية من خلال الالتزام بالإرشادات، والحرص على الصحة العامة، والوقاية من الأخطار البيئية.
وتأتي هذه الإرشادات ضمن منظومة شاملة تعمل بها المملكة العربية السعودية سنويًا لإنجاح موسم الحج، والتي تهدف إلى تحقيق أعلى مستويات الكفاءة في تقديم الخدمات، وضمان سلامة الحجاج من أي طارئ صحي أو بيئي، بما يعكس مكانة المملكة الريادية في إدارة أكبر تجمع بشري سنوي في العالم.