الحجاج
السعودية تستقبل أكثر من 750 ألف حاج عبر جميع المنافذ
كتب بواسطة: سعيد الصالح |

في إطار الجهود المتواصلة لاستقبال ضيوف الرحمن وتيسير أداء مناسك الحج، أعلنت المديرية العامة للجوازات في المملكة العربية السعودية عن وصول 755,344 حاجًا من خارج البلاد، حتى نهاية يوم الأربعاء 23 من شهر ذي القعدة لعام 1446هـ، الموافق 21 مايو 2025م، عبر مختلف المنافذ الجوية والبرية والبحرية.

ويأتي هذا الإعلان ضمن التقارير الدورية التي تصدرها الجهات المعنية بشؤون الحج، والتي تعكس حجم الجهود التنظيمية والتقنية التي تبذلها الدولة لخدمة الحجاج القادمين من شتى بقاع العالم.

وبحسب الإحصاءات الرسمية التي كشفت عنها الجوازات، فقد شكّلت المنافذ الجوية المسار الرئيسي لوصول الحجاج إلى الأراضي المقدسة، إذ بلغ عددهم عبر المطارات الدولية 725,297 حاجًا، بنسبة تجاوزت 96% من إجمالي القادمين.

فيما استقبلت المنافذ البرية 27,225 حاجًا، وهو ما يعكس حركة نشطة للقادمين من الدول المجاورة عبر المعابر الحدودية. أما عن المنافذ البحرية، فقد بلغ عدد الحجاج القادمين عبرها 2,822 حاجًا، مستفيدين من التسهيلات المقدمة في الموانئ السعودية.

وتُعد هذه الأرقام مؤشرًا مبكرًا على كثافة موسم الحج لهذا العام، واستعداد المملكة لاستقبال أعداد كبيرة من الحجاج، في إطار التنظيم المحكم الذي تشرف عليه مختلف الجهات الحكومية المعنية.

وقد أكدت المديرية العامة للجوازات أنها استنفرت جميع إمكاناتها البشرية والتقنية، لضمان سلاسة استقبال الحجاج وإنهاء إجراءات دخولهم بكل يُسر وسرعة ودقة.

ولتحقيق ذلك، عززت الجوازات حضورها في جميع المنافذ الدولية، من خلال تجهيز منصاتها بأحدث أجهزة الفحص والقراءة الآلية لجوازات السفر، إلى جانب تطبيقات ذكية تُسهم في تسريع وتسهيل عملية العبور.

كما تم دعم هذه المنصات بكوادر بشرية مؤهلة تتحدث بعدة لغات، لتيسير التواصل مع الحجاج القادمين من مختلف الجنسيات، بما يحقق أعلى درجات الكفاءة والاحترافية في العمل.

ويأتي هذا التنظيم في سياق استراتيجية أوسع تتبناها المملكة في إدارة موسم الحج، تشمل تسخير التكنولوجيا والتحول الرقمي في مختلف مراحل الرحلة الإيمانية للحاج، بدءًا من استصدار التأشيرات إلكترونيًا، مرورًا بإنهاء إجراءات الدخول في المنافذ، وحتى التوجيه والإرشاد داخل المشاعر المقدسة.

وتُعد المديرية العامة للجوازات من أبرز الأجهزة المعنية بتقديم هذه الخدمات، لما لها من دور محوري في المرحلة الأولى من استقبال الحجاج.

ويُلاحظ هذا العام تزايد ملحوظ في أعداد الحجاج القادمين مقارنة بالسنوات الماضية، في ظل التوسعات الكبيرة التي شهدتها مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، فضلًا عن الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الحج والعمرة وبقية الجهات ذات العلاقة لتقديم موسم حج استثنائي وآمن، تتكامل فيه منظومة الخدمات اللوجستية والصحية والتنظيمية.

ويُنتظر أن تتواصل عمليات وصول الحجاج خلال الأيام القادمة عبر مختلف المنافذ، ضمن خطة تصاعدية تهدف إلى توزيع كثافة الوصول بما يضمن انسيابية الحركة والتنقل داخل المملكة، لا سيما في المطارات الكبرى مثل مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، اللذين يشكلان محطتين رئيسيتين في خط سير الحجاج.

ويعكس هذا التوافد الكبير مدى الثقة التي تحظى بها المملكة لدى المسلمين حول العالم في تنظيم وإدارة مناسك الحج بكفاءة عالية، وهو ما يتجلى في حجم الاستعدادات والتجهيزات المبكرة التي تنفذها الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الداخلية والمديرية العامة للجوازات.

ويُعد نجاح المملكة في استقبال هذا العدد الكبير من الحجاج في وقت قياسي، وبإجراءات منظمة وسلسة، شاهدًا حيًا على ما وصلت إليه من تقدم في مجالات البنية التحتية، والتحول الرقمي، وإدارة الحشود، وهي جهود تتكامل جميعها تحت مظلة رؤية السعودية 2030، التي تضع من خدمة ضيوف الرحمن أولوية استراتيجية وركيزة رئيسية من ركائزها.