السوق السعودية
السوق السعودية تغلق على تراجع بـ134 نقطة وسط تداولات بـ4.3 مليارات ريال
كتب بواسطة: احمد باشا |

شهدت سوق الأسهم السعودية الرئيسية اليوم الأربعاء تراجعًا ملحوظًا في أدائها، حيث أغلق مؤشر السوق الرئيسية (تاسي) منخفضًا بمقدار 134.50 نقطة، ليقفل عند مستوى 11303.68 نقاط، وسط تداولات بلغت قيمتها الإجمالية 4.3 مليارات ريال سعودي، وذلك بحسب ما ورد في النشرة الاقتصادية اليومية الصادرة عن وكالة الأنباء السعودية (واس).

جاء تراجع المؤشر في ختام تعاملات اليوم انعكاسًا لحالة من الضغوط البيعية التي طالت معظم قطاعات السوق، ما أدى إلى انخفاض غالبية الأسهم المدرجة، حيث أغلقت 206 شركة على انخفاض، مقابل 37 شركة فقط سجلت ارتفاعًا في قيمتها السوقية.

وبلغت كمية الأسهم المتداولة في السوق الرئيسية اليوم نحو 182 مليون سهم، توزعت على عدة قطاعات، مع تسجيل تفاوتات ملحوظة في الأداء بين الشركات، وسط مؤشرات على استمرار تذبذب المعنويات الاستثمارية لدى المتعاملين، في ظل عوامل داخلية وخارجية مؤثرة.

جاءت أسهم شركة المصافي العربية السعودية ضمن قائمة الأسهم الأعلى ارتفاعًا خلال جلسة اليوم، تلتها أسهم كل من توبي وسهل، ثم الأهلي ريت 1 وزجاج، حيث تراوحت نسب الارتفاع المسجلة بين 4.38% و4.76%، ما يعكس أداءً إيجابيًا نسبيًا لبعض القطاعات رغم الاتجاه العام الهابط للسوق.

في المقابل، تصدرت أسهم شركة جبسكو قائمة التراجعات، تلتها أسهم كل من أكوا باور، وتكافل الراجحي، وأسمنت تبوك، وشركة التعدين العربية السعودية (معادن)، وقد تراوحت نسب الانخفاض بين 4.38% و4.76%، وهو ما يعكس ضغوطًا على شركات قطاعات المواد الأساسية والطاقة والخدمات المالية.

من حيث النشاط على مستوى حجم التداولات، كانت أسهم شركة الباحة في الصدارة، تلتها أسهم كل من أرامكو السعودية، وأمريكانا للمطاعم، وشمس، وباتك، ما يدل على اهتمام المستثمرين الأفراد بهذه الشركات، سواءً للمضاربة أو لأغراض قصيرة الأجل.

الأكثر نشاطًا من حيث القيمة أما من حيث القيمة السوقية للتداولات، فقد سجلت أسهم مصرف الراجحي أعلى قيمة تداول، تلتها أسهم أرامكو السعودية، ثم أكوا باور، وشركة الاتصالات السعودية (STC)، وأخيرًا البنك الأهلي السعودي، ما يعكس تركيز المستثمرين على الأسهم القيادية الكبرى التي تمثل عماد المؤشر العام.

وفي السياق ذاته، أغلق مؤشر السوق الموازية (نمو)، التي تمثل منصة للشركات الصغيرة والمتوسطة، منخفضًا بمقدار 110.94 نقطة، ليغلق عند مستوى 27417.62 نقطة، وقد بلغت قيمة التداولات في نمو نحو 25 مليون ريال، فيما تجاوز عدد الأسهم المتداولة مليوني سهم، في إشارة إلى نشاط معتدل في هذه السوق التي تشهد تقلبات متكررة نظرًا لطبيعة الشركات المدرجة فيها.

ويأتي تراجع مؤشر السوق الرئيسية في ظل تقلبات الأسواق العالمية وتأثر معنويات المستثمرين المحليين بعدد من المتغيرات الاقتصادية، بما في ذلك أسعار النفط، والتوقعات حول السياسات النقدية، إضافة إلى عوامل موسمية تتعلق بفترة ما قبل الإعلانات المالية للربع الثاني.

ويرى محللون ماليون أن هذا التراجع يعد طبيعيًا في ظل دورة الأسواق المالية، مشيرين إلى أن المؤشر لا يزال يتحرك ضمن نطاق متوسط، دون اختراق مستويات الدعم الحرجة، وأن حالة الترقب تسيطر على تعاملات المستثمرين، خصوصًا فيما يتعلق بالتطورات الاقتصادية الإقليمية والعالمية، وأداء الاقتصاد السعودي في ظل الإصلاحات المتواصلة لرؤية المملكة 2030.

وفي ظل هذه التغيرات، ينصح الخبراء الماليون المستثمرين الأفراد بتوخي الحذر، وعدم الاندفاع وراء موجات البيع أو الشراء العشوائي، والتريث في اتخاذ القرارات الاستثمارية حتى تتضح اتجاهات السوق في الفترة القادمة، كما يشيرون إلى أهمية متابعة إفصاحات الشركات خلال الأسابيع المقبلة، حيث يُتوقع أن تبدأ الشركات المدرجة في إعلان نتائجها الفصلية، وهي نتائج قد تؤثر بشكل كبير في أداء المؤشر العام.

وتبقى الأسهم القيادية، مثل أرامكو، الراجحي، الأهلي، وسابك، من الخيارات الاستثمارية المستقرة نسبيًا، نظرًا لقوة مراكزها المالية، وقدرتها على التعامل مع التحديات الاقتصادية المختلفة، إلى جانب تمتعها بثقة المستثمرين المؤسساتيين.