تتأهب المملكة العربية السعودية لاستقبال موسم الحج لهذا العام بحزمة من الإجراءات المتكاملة والتقنيات المتطورة، مؤكدة عزمها على توفير أقصى درجات الأمن والسلامة لضيوف الرحمن، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الحكومي الذي عُقد مؤخرًا، حيث شدد وزير الإعلام، سلمان الدوسري، على أن خدمة الحجاج تمثل شرفًا وطنيًا راسخًا يتوارثه أبناء المملكة جيلًا بعد جيل، مؤكدًا عدم التهاون مع أي مخالفات قد تؤثر على سلامة الحجيج أو تعيق أداء مناسكهم المقدسة.
ولمواجهة التحديات اللوجستية التي يفرضها هذا التجمع البشري الضخم، استثمرت السعودية بشكل كبير في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة متطورة لإدارة الحشود، تهدف هذه التقنيات إلى تعزيز انسيابية حركة الحجاج، وتحقيق أقصى درجات التنظيم، وتفادي الازدحام، وبالتالي ضمان تجربة حج آمنة ومريحة للجميع، تعكس هذه الخطوة رؤية المملكة في تبني الابتكار لتقديم خدمات استثنائية، وتؤكد على التكامل الكبير بين مختلف الجهات الحكومية لضمان نجاح الموسم.
في سياق متصل، أشار الوزير الدوسري إلى أن أعداد الحجاج القادمين من خارج المملكة تجاوزت المليون وسبعين ألف حاج حتى يوم أمس، وقد تم استقبالهم بسلاسة عبر المنافذ الدولية، وتتواصل في الوقت ذاته حملات التوعية المكثفة التي تهدف إلى ترسيخ أهمية الالتزام بالتصاريح الرسمية للحج، وتعتبر حملة "لا حج بلا تصريح" إحدى الركائز الأساسية لهذه الجهود، حيث تسعى للحفاظ على قدسية المشاعر المقدسة وضمان سلامة وأمن جميع الحجاج من خلال تنظيم تدفقهم وتجنب أي تجاوزات.
وفي خطوة لتعزيز التواصل وتسهيل الوصول إلى الخدمات الرقمية، قامت المملكة بنشر أكثر من 10,000 نقطة اتصال "واي فاي" مجانية في جميع أنحاء المشاعر المقدسة، هذه المبادرة تهدف إلى تمكين الحجاج من البقاء على اتصال بذويهم، والوصول إلى التطبيقات والخدمات الإلكترونية التي قد يحتاجونها خلال رحلتهم الروحانية، مما يضيف بعدًا من الراحة والسهولة لتجربتهم.
يأتي هذا المؤتمر الصحفي، الذي استضاف كوكبة من الوزراء المعنيين مثل وزير الحج والعمرة، ووزير النقل والخدمات اللوجستية، ووزير الصحة، في إطار نهج الشفافية الذي تتبناه الحكومة السعودية، ويعكس المؤتمر الرغبة في إطلاع الرأي العام على حجم الاستعدادات الميدانية والتنظيمية الهائلة التي بذلتها المملكة لضمان موسم حج آمن ومنظم.
وتؤكد هذه الاستعدادات الطموحة التزام المملكة الراسخ بتحقيق تطلعات القيادة في خدمة ضيوف الرحمن وتقديم أعلى مستويات الرعاية لهم، فكل جهد مبذول وكل تقنية مستخدمة تصب في هذا الهدف الأسمى، الذي يمثل جوهر رسالة المملكة في استضافة الملايين من المسلمين سنويًا.
إن التنسيق المحكم بين جميع القطاعات الحكومية، من أمنية وصحية ولوجستية، هو ما يضمن انسيابية العمليات وقدرة المملكة على استيعاب هذا العدد الكبير من الزوار بفعالية وكفاءة، هذا التكامل يعد نموذجًا يحتذى به في إدارة التجمعات البشرية الضخمة، ويؤكد على الخبرة المتراكمة التي تتمتع بها السعودية في تنظيم هذا الحدث العالمي السنوي.
وبشكل عام، تعكس الصورة المتكاملة للاستعدادات الحالية التزام المملكة الثابت بتطوير وتحسين تجربة الحج عامًا بعد عام، مع الحرص على دمج أحدث التقنيات وأفضل الممارسات الدولية لضمان أمن وراحة وسلامة ضيوف الرحمن، وليؤدوا مناسكهم في جو من الطمأنينة والخشوع.