في إطار جهودها الرامية إلى تعزيز جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، أكدت وزارة الحج والعمرة أهمية الاستفادة من تطبيق "طمني"، الذي يمثل أداة رقمية مبتكرة تهدف إلى دعم الحجاج بمعلومات موثوقة تسهم في تعزيز سلامتهم الصحية والغذائية خلال أداء المناسك.
وأوضحت الوزارة عبر حسابها الرسمي على منصة (إكس) أن التطبيق يُعدّ بمثابة "صيدلية ذكية" ترافق الحجاج في رحلتهم الإيمانية، حيث يُمكّنهم من الوصول إلى معلومات دقيقة حول المنتجات الخاضعة لإشراف الهيئة العامة للغذاء والدواء، ما يساعد في اتخاذ قرارات صحية واعية وموثوقة.
ويأتي تفعيل هذا التطبيق الذكي كجزء من منظومة الخدمات الرقمية التي تسعى الوزارة إلى تكاملها مع التجربة الحجاجية، انطلاقًا من رؤية المملكة 2030، التي تضع جودة الحياة وخدمة الإنسان في مقدمة أولوياتها، لا سيما خلال المناسبات الدينية الكبرى.
ويتيح "طمني" للحاج التعرف على تفاصيل الأدوية والمستحضرات الطبية والمنتجات الغذائية، بما في ذلك مدى صلاحيتها وترخيصها الرسمي ومكوناتها، إلى جانب تحذيرات صحية أو استدعاءات محتملة.
ويُعد التطبيق إحدى المبادرات التوعوية الرائدة التي تجمع بين التقنية الحديثة والمسؤولية الصحية، حيث يوفر قاعدة بيانات موسعة يتم تحديثها باستمرار، تُمكّن المستخدم من التحقق من المنتجات التي يستهلكها أثناء تواجده في المشاعر المقدسة.
ويُشكل هذا النوع من التطبيقات خطوة إضافية نحو حماية الحاج من الوقوع في استخدام مواد مجهولة المصدر أو مقلدة، والتي قد تؤثر سلبًا على صحته، خاصة في ظل الجهد البدني والنفسي الذي يتطلبه أداء المناسك.
وأشارت وزارة الحج والعمرة إلى أن هذا التطبيق يعكس مدى التعاون بين الجهات الحكومية ذات العلاقة، لا سيما هيئة الغذاء والدواء، التي تتابع بشكل دائم أسواق المنتجات الدوائية والغذائية وتضمن سلامتها، خصوصًا خلال موسم الحج، الذي يشهد توافد ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم.
كما دعت الوزارة ضيوف الرحمن إلى تحميل التطبيق واستخدامه كمرجع موثوق خلال إقامتهم في مكة والمشاعر، حفاظًا على صحتهم وسلامة اختياراتهم الغذائية والدوائية.
وفي سياق متصل، كانت وزارة الحج قد جددت في وقت سابق التزامها الكامل بتقديم خدمات نوعية متكاملة لكبار السن وذوي الإعاقة، بما يضمن لهم أداء المناسك بسهولة ويسر، ويترجم شعار "اليُسر" إلى واقع ملموس.
إذ تعمل الوزارة على تهيئة بيئات مناسبة، وتوفير وسائل تنقل ومرافق صحية، إلى جانب برامج الدعم والمرافقة، التي تسهم في تحسين تجربة الحاج من هذه الفئات، وتمنحهم الإحساس الكامل بالأمان والرعاية.
وتمثل هذه الجهود المتواصلة امتدادًا لرؤية المملكة التي تسعى إلى تسخير التقنية والموارد البشرية لخدمة الحجاج والمعتمرين، والارتقاء بالتجربة الإيمانية على كافة الأصعدة.
فبينما تعزز التطبيقات الذكية مثل "طمني" الجانب الوقائي والصحي، تأتي بقية المبادرات لتتكامل معها، سواء من حيث تسهيل إجراءات الدخول والتنقل، أو توفير الأدلة الإرشادية المتعددة اللغات، أو تقديم خدمات الإسعاف والرعاية الفورية داخل المشاعر.
ويؤكد هذا التوجه الشامل نحو التحول الرقمي في خدمات الحج أن المملكة لا تكتفي بإدارة الحشود، بل تسعى لأن تكون كل لحظة من لحظات رحلة الحج محاطة بالعناية، مدعومة بالعلم والتقنية، ومبنية على أسس السلامة والراحة، بما يعكس مكانة المملكة في العالم الإسلامي، وريادتها في تقديم نموذج فريد لإدارة الحشود في أعظم تجمع بشري سنوي على وجه الأرض.