ارتفعت أسعار النفط بشكل لافت في تعاملات الخميس، بعدما أصدرت محكمة تجارية أمريكية حكمًا يقضي بوقف تطبيق الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على بعض الواردات، مما خلق حالة من الترقب والاضطراب في الأسواق العالمية، وأدى إلى موجة من التغيّرات في أسعار الطاقة والمعادن.
وبحسب بيانات السوق، فقد صعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 81 سنتًا أو ما يعادل 1.25% لتصل إلى 65.71 دولارًا للبرميل، فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.34% أو ما يعادل 83 سنتًا لتسجل 62.62 دولارًا للبرميل. هذا الارتفاع جاء مدفوعًا بقرار المحكمة الذي اعتُبر ضربة قانونية لإجراءات ترامب، التي وُصفت بأنها تجاوز للصلاحيات الرئاسية في ما يخص السياسات التجارية مع الدول التي تملك فائضًا في الميزان التجاري مع الولايات المتحدة.
وتزايدت كذلك مخاوف الأسواق من احتمالية فرض عقوبات جديدة على النفط الروسي، في ظل التوترات الجيوسياسية المستمرة، وهو ما أضفى مزيدًا من الزخم على أسعار الخام، في وقت يُنتظر فيه أن تعقد منظمة أوبك+ اجتماعًا حاسمًا يوم السبت المقبل، يتوقع أن تناقش فيه رفع وتيرة إنتاجها من النفط اعتبارًا من يوليو، لتلبية الطلب العالمي المرتفع.
وفي المقابل، تأثرت أسعار الذهب سلبًا بالحكم القضائي، إذ فقد المعدن الأصفر بريقه كملاذ آمن، ما أدى إلى تراجع واضح في الإقبال عليه، خاصة في ظل صعود الدولار الأمريكي. وانخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.7% ليصل إلى 3268 دولارًا للأوقية، بعد أن سجل أدنى مستوى له منذ 20 مايو، كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.1% لتسجل 3265 دولارًا.
وأما المعادن النفيسة الأخرى، فقد شهدت تباينًا في الأداء، حيث ارتفعت الفضة بنسبة 0.4% إلى 33.12 دولارًا للأوقية، بينما استقر البلاتين عند 1075.50 دولارًا، وسجل البلاديوم ارتفاعًا بنسبة 0.9% ليصل إلى 971.30 دولارًا للأوقية، وسط ترقب واسع لمستجدات السوق وتأثيراتها على سلوك المستثمرين.
وهذا المشهد يعكس حساسية الأسواق العالمية لأي تطورات قانونية أو سياسية ذات بعد اقتصادي، خصوصًا في ملفات الطاقة والتجارة الدولية، حيث يظل النفط والذهب مرآتين واضحتين لحالة التوتر أو الارتياح لدى المستثمرين حول العالم.