في خطوة تعكس التوجه المتسارع نحو التحول الرقمي وتعزيز الخدمات الذكية داخل الحرمين الشريفين، دشَّنت وكالة الشؤون النسائية بالمسجد الحرام، اليوم، الشاشات التفاعلية الذكية داخل المصليات النسائية، وذلك في إطار جهودها لتمكين القاصدات من الوصول إلى المعرفة الشرعية بسهولة ويسر، وبأسلوب عصري يواكب تطلعات الزائرات من مختلف أنحاء العالم.
وتأتي هذه المبادرة في سياق تعزيز الوعي الديني والمعرفي، من خلال إتاحة محتوى غني ومتنوع يسهم في رفع مستوى الثقافة الشرعية، حيث تتيح الشاشات التفاعلية لقاصدات بيت الله الحرام تصفح الكتب الشرعية، والاستفادة من الفتاوى الموثوقة، وتحميل المحتوى الديني بجودة عالية، وبلغات متعددة تصل إلى 19 لغة عالمية، بما يلبي احتياجات شريحة واسعة من الزائرات من مختلف الجنسيات والخلفيات الثقافية.
وأكدت وكيلة الشؤون النسائية بالمسجد الحرام، الدكتورة عائشة العقلا، أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الهادفة إلى تعزيز المسارات الذكية في مختلف الخدمات، وتوفير بيئة معرفية متكاملة داخل المسجد الحرام.
وأضافت أن المبادرة تسعى إلى تيسير الوصول إلى المعلومات الشرعية بأسلوب إبداعي وتقني حديث، يعكس عناية المملكة بتحسين تجربة القاصدات والزائرات عبر تسخير التقنيات المتقدمة لخدمة العبادة والتعلم.
وأوضحت العقلا أن الشاشات التفاعلية الذكية تضم أكثر من 62 عنوانًا من الكتب الرقمية الإثرائية، تتنوع بين كتب الفقه والعقيدة والسيرة والتفسير، إلى جانب محتوى تعليمي موجه لتعزيز المفاهيم الإسلامية الصحيحة، ما يثري تجربة القاصدات ويعزز من حضور الجانب المعرفي خلال أدائهن لمناسكهن أو زيارتهن للمسجد الحرام.
كما بيّنت أن المشروع يشمل زيادة تدريجية في عدد الشاشات التفاعلية لتغطية أوسع داخل المصليات النسائية، بما يضمن استفادة أكبر عدد من الزائرات، مشيرة إلى أن اختيار المحتوى تم بعناية بالتعاون مع جهات علمية موثوقة، لضمان الدقة والمصداقية وسهولة الاستخدام.
ويأتي هذا التوجه في سياق رؤية المملكة 2030، التي تولي التقنيات الحديثة دورًا محوريًا في تطوير الخدمات المقدمة في الحرمين الشريفين، خصوصًا فيما يتعلق بتعزيز المحتوى المعرفي والديني، وتيسير الوصول إليه بوسائل ذكية تتناسب مع التحولات التقنية المتسارعة عالميًا.
ويُذكر أن وكالة الشؤون النسائية بالرئاسة قد أطلقت خلال السنوات الماضية عددًا من المبادرات النوعية التي تسعى من خلالها إلى تحسين تجربة القاصدات، بما يشمل تقديم البرامج العلمية والتوعوية، وتوفير المصاحف المترجمة، والرد على الاستفسارات الشرعية بلغات متعددة، فضلًا عن تقديم الإرشاد الديني بشكل يومي من خلال كوادر نسائية مؤهلة.
ويُتوقع أن تسهم هذه الشاشات الذكية في الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة داخل المصليات النسائية، بما يعزز من جودة التجربة الدينية والمعرفية للزائرات، ويدعم توجهات الرئاسة نحو بيئة تفاعلية متكاملة تمزج بين الأصالة الدينية والابتكار التقني، لتكون زيارة المسجد الحرام أكثر عمقًا في الوعي وأثرًا في النفوس.
