في إطار الجهود المستمرة لحماية حدود المملكة ومكافحة تهريب المخدرات بكافة أشكالها، تمكنت الدوريات البرية لحرس الحدود في قطاع الربوعة بمنطقة عسير من إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من نبات القات المخدر، حيث ألقت القبض على 26 مخالفًا لنظام أمن الحدود من الجنسية الإثيوبية أثناء محاولتهم تهريب ما مجموعه 520 كيلوجرامًا من القات إلى داخل المملكة.
وجاءت هذه العملية النوعية امتدادًا للجاهزية العالية التي يتمتع بها حرس الحدود، وتكامل جهود الأجهزة الأمنية في التصدي لمحاولات التسلل والتهريب، لاسيما في المناطق الجبلية الوعرة التي يحاول المهربون استغلال تضاريسها لتمرير المواد الممنوعة بعيدًا عن أعين الرقابة.
وقد تم رصد المتهمين وتعقبهم بدقة عالية حتى لحظة ضبطهم متلبسين بما بحوزتهم من كميات مهربة.
ووفقًا للمصادر الأمنية، فقد جرى استكمال الإجراءات النظامية الأولية بحق الموقوفين، وتوثيق المضبوطات، ثم تسليمهم مع الكمية المضبوطة إلى جهة الاختصاص لاستكمال التحقيقات واتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية بحقهم.
ويعد نبات القات من المواد المحظورة داخل المملكة نظرًا لما له من تأثيرات ضارة على الصحة العامة والمجتمع، وهو مصنف ضمن قائمة المواد المخدرة التي يُعاقب على تهريبها وترويجها بشدة.
وتواصل الجهات الأمنية جهودها المشتركة في تعقب شبكات التهريب والترويج، وضبط المتورطين فيها سواء من داخل المملكة أو خارجها، وذلك من خلال خطط محكمة تقوم على التنسيق العالي بين مختلف القطاعات، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة والمراقبة المستمرة على مدار الساعة.
وفي هذا السياق، جددت الجهات الأمنية دعوتها للمواطنين والمقيمين إلى التعاون والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة تتعلق بالتهريب أو الترويج، مؤكدة أن التفاعل المجتمعي يشكل عنصرًا أساسيًا في دعم الجهود الأمنية، والحد من انتشار المواد المخدرة التي تستهدف النيل من أمن الوطن وسلامة أفراده.
كما شددت على أن البلاغات ستُعامل بمنتهى السرية والخصوصية، وذلك حرصًا على سلامة المبلغين وضمان انسيابية المعلومات الواردة.
وتؤكد المملكة عزمها الراسخ على اجتثاث آفة المخدرات من جذورها، ومنع تسللها إلى أراضيها، من خلال تبني سياسات صارمة، وتفعيل الرقابة الحدودية والتعاون مع الدول المجاورة في تبادل المعلومات الأمنية، إلى جانب تعزيز الحملات التوعوية التي تستهدف مختلف فئات المجتمع.
النجاح المتكرر في إحباط محاولات التهريب يعكس مدى فعالية الإستراتيجية الأمنية المتبعة، وكفاءة الكوادر العاملة في الميدان، الذين لا يدخرون جهدًا في حماية تراب الوطن والتصدي لكل من تسول له نفسه العبث بأمنه واستقراره.
وتعد منطقة الربوعة من النقاط الحدودية المهمة التي تشهد يقظة عالية واستعدادًا دائمًا من قبل حرس الحدود، نظرًا لما تشكله من تحديات جغرافية تستلزم جهودًا استثنائية في المراقبة والتدخل السريع.
ويؤكد المختصون أن استمرار هذه الجهود، إلى جانب وعي المجتمع بخطورة المخدرات وتكاتف أفراده، يشكل سدًا منيعًا في وجه مروجي السموم ومهربيها، ويحمي الأجيال من مخاطر الانزلاق نحو مستنقع الإدمان والانحراف، الأمر الذي يجعل من هذه النجاحات الأمنية ليست مجرد عمليات ضبط، بل خطوات استراتيجية نحو وطن أكثر أمنًا وصحة واستقرارًا.