أعلنت المديرية العامة للجوازات في المملكة العربية السعودية عن وصول إجمالي عدد ضيوف الرحمن القادمين من خارج المملكة لأداء مناسك الحج لهذا العام إلى مليون ومئة وألف وأربعمائة وتسعة وستين حاجًا، وذلك حتى نهاية يوم الاثنين الموافق الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة لعام 1446هـ، حيث استقبلت المنافذ الجوية والبرية والبحرية في مختلف مناطق المملكة هذه الأعداد الكبيرة من الحجاج القادمين من شتى بقاع الأرض، في مشهد يعكس الجهود المتواصلة والاستعدادات المبكرة التي اتخذتها الجهات المختصة لتسهيل عملية استقبال ضيوف الرحمن وضمان دخولهم بكل يُسر وسهولة.
وأوضحت المديرية أن عدد الحجاج القادمين عبر المنافذ الجوية بلغ مليونًا وأربعة وأربعين ألفًا وثلاثمائة وواحد وأربعين حاجًا، وهو ما يمثل النسبة الكبرى من إجمالي عدد القادمين، ما يعكس الاعتماد الكبير على النقل الجوي في نقل الحجاج من بلدانهم إلى الأراضي المقدسة، وذلك في ظل توفر شبكة واسعة من الرحلات المباشرة وغير المباشرة التي تربط بين مطارات المملكة والمطارات الدولية حول العالم، وتُعد المنافذ الجوية في المملكة من أكثر المنافذ تطورًا واستعدادًا لاستقبال هذا الحجم من الحجاج سنويًا، حيث يتم تزويدها بأحدث التقنيات وتدريب الكوادر العاملة فيها على التعامل مع الحشود بكفاءة عالية وبأقصى درجات الاحترافية والسرعة.
في المقابل، بلغ عدد الحجاج القادمين عبر المنافذ البرية ثلاثة وخمسين ألفًا وثمانمائة وخمسين حاجًا، وهو رقم يعكس أهمية المعابر البرية التي تربط المملكة بالدول المجاورة، لا سيما تلك التي يأتي منها عدد كبير من الحجاج براً، مثل الأردن والعراق والكويت والإمارات والبحرين وسلطنة عمان واليمن، بالإضافة إلى بعض الدول الآسيوية والإفريقية التي يعتمد مواطنوها على النقل البري كوسيلة للوصول إلى الديار المقدسة، وتولي الجهات المعنية أهمية كبيرة لتأمين وتطوير المنافذ البرية وتجهيزها بالخدمات اللازمة لضمان راحة الحجاج أثناء مرورهم من خلالها، مع توفير جميع وسائل الدعم الطبي والإرشادي والأمني في تلك النقاط.
أما عدد الحجاج القادمين عن طريق المنافذ البحرية فقد بلغ أربعة آلاف ومئتين وثمانية وسبعين حاجًا، حيث لا تزال بعض الدول تعتمد على النقل البحري في إرسال بعثات الحجاج، ويشهد ميناء جدة الإسلامي – الذي يُعد من أبرز الموانئ التي تستقبل الحجاج بحرًا – نشاطًا ملحوظًا خلال موسم الحج، وسط جهود لوجستية وخدمية ضخمة يتم بذلها لتيسير عملية تفويج الحجاج إلى مكة المكرمة فور وصولهم، مع الأخذ في الاعتبار توفير جميع مقومات السلامة والخدمات اللازمة لهم في محيط الميناء.
وأكدت المديرية العامة للجوازات في بيانها أن جميع الإمكانات قد تم تسخيرها لخدمة ضيوف الرحمن، وذلك من خلال دعم كافة المنافذ الدولية الجوية والبرية والبحرية بأحدث الأجهزة التقنية المتقدمة، والتي تسهم في تسريع إجراءات الدخول، وتقليل فترات الانتظار، وتحقيق الانسيابية التامة في الحركة داخل صالات الوصول، مشيرة إلى أن تلك التقنيات تعمل بكفاءة عالية، وتم اختبارها مسبقًا ضمن خطط تشغيلية تم إعدادها بعناية فائقة لضمان أعلى مستويات الأداء خلال ذروة الموسم.
كما شددت الجوازات على أن هذه الأجهزة التقنية يتم تشغيلها بواسطة كوادر بشرية مؤهلة ومدربة تدريبًا متخصصًا، ليس فقط على المستوى التقني والإداري، بل أيضًا على مستوى التواصل مع الحجاج بلغات متعددة، لتسهيل عملية التفاهم وتقديم الخدمة بأفضل صورة ممكنة، مما يبرز الدور الإنساني المميز الذي تلعبه المديرية العامة للجوازات في استقبال الحجاج، ويعكس صورة المملكة الناصعة كدولة تحتضن الحرمين الشريفين وتبذل الغالي والنفيس في سبيل خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار.
وتأتي هذه الجهود امتدادًا لاستراتيجية شاملة تنتهجها المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – والتي تضع في أولوياتها تيسير أداء مناسك الحج والعمرة بكل يسر وسهولة، وتقديم أفضل تجربة ممكنة لضيوف الرحمن منذ لحظة وصولهم إلى أراضي المملكة وحتى مغادرتهم بعد إتمام المناسك، وهو ما يتطلب تنسيقًا عاليًا بين الجهات المعنية، وتعاونًا فعالاً بين الأجهزة الحكومية المختلفة، بقيادة وزارة الداخلية وقطاعاتها الحيوية، وفي مقدمتها المديرية العامة للجوازات.
وقد حظيت جهود الجوازات في هذا الموسم بإشادة واسعة من الحجاج وممثلي بعثات الحج، الذين أثنوا على سرعة الإجراءات وسلاسة التنظيم، وحسن الاستقبال، والدقة في إنهاء المعاملات، إلى جانب التعامل الراقي والإنساني من قبل الموظفين والعاملين في المنافذ، وهو ما يعكس الصورة الحقيقية للمملكة كدولة مضيافة تُعلي من شأن الإنسان وتضع راحته وكرامته فوق كل اعتبار، خاصة عندما يكون ضيفًا من ضيوف الرحمن الذين أكرمهم الله بزيارة بيته الحرام.
ويُتوقع أن تواصل أعداد الحجاج تزايدها خلال الأيام القادمة مع اقتراب ذروة موسم الحج، في ظل استمرار وصول الرحلات الجوية والبرية والبحرية من مختلف الدول، وتواصل الجهات المعنية تنفيذ خططها التشغيلية والاحترازية لضمان سلامة الحجاج وراحتهم، وتحقيق أعلى معايير الجودة والكفاءة في تقديم الخدمات، بما يعكس جاهزية المملكة التامة لتنظيم موسم حج ناجح واستثنائي.