شهد الوسط الرياضي الأوروبي حالة من الدهشة والاهتمام بعد الإعلان عن انخفاض مفاجئ وكبير في القيمة السوقية للمهاجم الكولومبي الشاب جون دوران، لاعب نادي أستون فيلا الإنجليزي، والذي كان يُنظر إليه حتى وقت قريب كأحد أبرز المواهب الصاعدة في الدوري الإنجليزي الممتاز، والتراجع الحاد في تقييم اللاعب جاء بمثابة صدمة لمحبي كرة القدم والمتابعين، وأثار تساؤلات واسعة حول أسبابه وتداعياته على مستقبل دوران المهني.
جون دوران، البالغ من العمر 20 عامًا، كان محط أنظار العديد من الأندية الكبرى داخل وخارج إنجلترا خلال الأشهر الماضية، بعد أن أظهر مهارات هجومية واعدة وقوة بدنية ملفتة، غير أن التحديث الأخير لمنصة "ترانسفير ماركت" المختصة بتقييمات اللاعبين كشف عن انخفاض بنسبة تفوق 30% من قيمته السوقية السابقة، لينتقل فجأة من خانة "اللاعب الواعد ذو السعر المرتفع" إلى دائرة الشك حول استمراريته في قمة التوقعات.
ورغم غياب توضيحات رسمية من النادي أو اللاعب، ربط عدد من المراقبين هذا الانخفاض بعدة عوامل تراكمية، من أبرزها التراجع النسبي في مستوى دوران هذا الموسم، وفشله في حجز مكان دائم ضمن التشكيلة الأساسية لأستون فيلا، بالإضافة إلى تذبذب مستواه في المباريات الكبرى، كما لعبت قلة عدد أهدافه مقارنة بزملائه في خط الهجوم دورًا في تغيير الانطباع العام عنه كخيار هجومي أول.
تأثر دوران أيضًا، وفقًا للمحللين، بعوامل نفسية وفنية أثّرت على أدائه، منها الضغوط المتزايدة عليه بعد تصنيفه في وقت سابق كأحد "نجوم المستقبل"، وهو ما وضعه تحت دائرة التوقعات المرتفعة، كذلك، فإن عدم انسجامه التام مع أسلوب لعب الفريق، في ظل اعتماد المدرب على خطط مختلفة تكتيكيًا، حدّ من إبداعه وأضعف قدرته على التألق الفردي.
ويبدو أن أندية أوروبية كانت تتابع اللاعب في فترات سابقة باتت أقل حماسة بشأن التعاقد معه بعد التقييم الأخير، إذ أن انخفاض القيمة السوقية غالبًا ما يُترجم إلى تقليل الثقة في قدرات اللاعب أو توقعات تطوره المستقبلي، ومع اقتراب سوق الانتقالات الصيفية، قد يكون لهذا التغيير تأثير مباشر على العروض المقدمة له، سواء من حيث العدد أو القيمة المالية.
لكن على الرغم من هذا الانخفاض المفاجئ، يرى البعض أن جون دوران لا يزال يملك ما يكفي من الإمكانات لاستعادة تألقه، فهو لاعب صغير السن، ويمتلك خصائص هجومية مميزة، وإذا ما حصل على فرصة مناسبة للعب باستمرارية وضمن منظومة تدعمه تكتيكيًا ونفسيًا، فإنه قادر على قلب الموازين والعودة بقوة إلى دائرة الاهتمام، بل وربما مضاعفة قيمته مجددًا خلال موسم أو اثنين.
وقد أعادت هذه الواقعة النقاش حول معايير تقييم اللاعبين الشباب، ومدى تأثير التغيرات الظرفية – سواء في التشكيلة، أو الأداء العام للفريق، أو حتى في الإعلام – على القيمة السوقية، والتي تُبنى أحيانًا على أسس غير مستقرة، وفي حالات كثيرة، عاد لاعبون مروا بانخفاضات مماثلة ليصبحوا نجومًا عالميين بعد منحهم البيئة المناسبة للنمو.
وفي ظل الصمت الرسمي من إدارة أستون فيلا، تبقى الأنظار متجهة نحو دوران نفسه، الذي سيكون عليه خلال الفترة المقبلة إثبات جدارته في أرضية الملعب، واستعادة ثقة الجماهير والنقاد على حد سواء، وبين الضغوط والتحديات، قد يتحول هذا الانهيار المؤقت في القيمة إلى حافز للعودة بشكل أقوى، شرط توفر العوامل الفنية والنفسية المساندة لمسيرته.