عُقد مؤخرًا في مقر منظمة الصحة العالمية بمدينة جنيف السويسرية الاجتماع الأول للمجلس التنفيذي في دورته السابعة والخمسين بعد المئة، بمشاركة فعالة من المملكة العربية السعودية، التي تشغل عضوية المجلس للفترة من عام 2025 حتى 2028، بعد انتخابها خلال الدورة الثامنة والسبعين لجمعية الصحة العالمية، التي اختتمت أعمالها هذا الأسبوع في جنيف.

ويأتي انتخاب المملكة لعضوية المجلس التنفيذي كخطوة تعكس التقدير الدولي المتزايد لدورها الرائد في المجال الصحي، والإسهامات النوعية التي تقدمها لدعم الجهود العالمية في تحسين الأنظمة الصحية ومواجهة التحديات الوبائية المتجددة.

ويُعد المجلس التنفيذي أحد أهم الهيئات الإدارية داخل منظمة الصحة العالمية، إذ يتكوّن من 34 عضوًا يمثلون الدول الأعضاء، وتتمثل مهامه في تنفيذ قرارات وتوصيات جمعية الصحة العالمية، ومتابعة البرامج والسياسات الصحية ذات الأولوية على المستوى الدولي، إلى جانب الإسهام في رسم التوجهات الاستراتيجية المستقبلية للمنظمة.

وشهد الاجتماع الأول في الدورة الحالية تطورًا لافتًا تمثل في انتخاب المملكة العربية السعودية نائبًا لرئيس المجلس التنفيذي، وهو ما يؤكد الثقة الدولية في قدرات المملكة ومكانتها المحورية في صناعة القرار الصحي على الصعيد العالمي.

ويعكس هذا المنصب مستوى التعاون المتقدم بين المملكة ومنظمة الصحة العالمية، كما يأتي تتويجًا لمسيرة من النجاحات في تحسين الأداء الصحي داخل المملكة، والمبادرات الإقليمية والدولية التي قادتها لدعم الأمن الصحي العالمي.

وقد ترأس وفد المملكة المشارك في الاجتماع وكيل وزارة الصحة للتعاون الدولي راكان بن خالد بن دهيش، نيابةً عن معالي وزير الصحة الأستاذ فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، حيث شارك في الاجتماع عدد من القيادات الصحية السعودية.

وأكد الوفد خلال مداخلاته التزام المملكة الراسخ بمواصلة دعم جهود منظمة الصحة العالمية، وتعزيز أطر التعاون والشراكة في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة تلك المتعلقة بالصحة العامة والوقاية من الأمراض ومواجهة الأوبئة.

وأشار وفد المملكة إلى أهمية تعزيز العمل التشاركي بين الدول الأعضاء في مواجهة التحديات الصحية الناشئة، ومن أبرزها آثار الأوبئة وتغيّر المناخ والأمراض غير السارية، مؤكدًا على ضرورة الاستثمار في الأنظمة الصحية resilient systems، وتوسيع نطاق الخدمات الصحية الأولية والرعاية الوقائية.

كما شدد على دعم المملكة للمبادرات العالمية الرامية إلى تعزيز الاستعدادات الصحية والاستجابة السريعة لحالات الطوارئ، بما ينسجم مع رؤية المملكة 2030، التي تضع الصحة في مقدمة أولويات التنمية الوطنية.

ويُعد هذا التمثيل رفيع المستوى للمملكة في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية استمرارًا لحضورها الفاعل في المنظمات الدولية، وترسيخًا لدورها القيادي في تطوير القطاع الصحي على المستويين الإقليمي والعالمي، وتعزيز التكامل في الجهود الدولية لبناء عالم يتمتع بمزيد من الأمن الصحي والاستدامة.