تمكنت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك في منفذ البطحاء من إحباط واحدة من أكبر محاولات تهريب المواد المخدرة إلى داخل المملكة، وذلك بعد ضبط أكثر من مليون وثمانمئة ألف حبة من مادة "الإمفيتامين" المخدرة، إلى جانب كمية ضخمة أخرى بلغت 184,001 جرام من المواد المخدرة المتنوعة، وجاءت هذه العملية النوعية بعد الاشتباه في إحدى الإرساليات الواردة عبر المنفذ، والتي كانت مسجلة رسميًا على أنها أدوات صحية.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الهيئة، الأستاذ حمود الحربي، أن الإرسالية خضعت للإجراءات الجمركية الاعتيادية، والتي تشمل الفحص بواسطة تقنيات أمنية متقدمة، إلى جانب الاستعانة بالوسائل الحية "الكلاب البوليسية"، ليتبين من خلال عملية الفحص المكثف وجود كميات كبيرة من الحبوب والمواد المخدرة مخبأة بعناية داخل محتويات الإرسالية، في محاولة لتمويهها وتهريبها إلى داخل أراضي المملكة.
وأكد الحربي أن الهيئة تعاملت مع الواقعة على الفور وباحترافية عالية، حيث تم التنسيق المباشر مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات، التي باشرت بدورها الإجراءات الأمنية المتعلقة بضبط مستقبلي هذه الشحنة داخل المملكة.
وبالفعل أسفرت الجهود المشتركة عن القبض على ثلاثة أشخاص تورطوا في محاولة استقبال وتوزيع هذه الكمية الكبيرة من المواد المخدرة، في إطار خطة أمنية محكمة هدفت إلى الإطاحة بكامل الشبكة الإجرامية المتورطة في هذه العملية.
وبيّن المتحدث الرسمي أن الهيئة تواصل تنفيذ استراتيجيتها الهادفة إلى إحكام الرقابة على جميع المنافذ الحدودية للمملكة، من خلال تفعيل أدوات الكشف الحديثة، وتعزيز التعاون مع الجهات الأمنية المختصة، ما يسهم في تعزيز مستوى الأمن المجتمعي، وحماية المجتمع من أخطار السموم المخدرة التي تستهدف النيل من مقدراته ومستقبل شبابه.
وأضاف الحربي أن ما تحقق في منفذ البطحاء يُعد إنجازًا جديدًا يُضاف إلى سجل النجاحات التي تحقّقها الهيئة في التصدي لمحاولات تهريب الممنوعات، وهو انعكاس مباشر لحجم الجهود المبذولة والتطور الكبير في منظومة العمل الجمركي، سواء على مستوى الكوادر البشرية المؤهلة، أو على صعيد المعدات والتقنيات المتقدمة التي تُستخدم للكشف عن التهريب بشتى أشكاله.
واختتم تصريحه بالتشديد على أن الهيئة لن تتهاون في تنفيذ مهامها الأمنية والجمركية، وستواصل تنسيقها الكامل مع الجهات المعنية لحماية الوطن من كل ما يهدد أمنه وسلامة أبنائه، مؤكدًا أن من يحاول التورط في تهريب المواد المخدرة أو استيرادها سيواجه أقصى درجات الحزم القانوني، وفق الأنظمة والتعليمات المعمول بها في المملكة.
وتجدد هيئة الزكاة والضريبة والجمارك دعوتها لجميع أفراد المجتمع إلى التعاون والمشاركة الفاعلة في حماية الوطن من أخطار التهريب، من خلال الإبلاغ عن أي محاولات مشبوهة عبر قنواتها الرسمية، سواء من خلال الرقم المخصص للبلاغات الأمنية أو عبر التطبيق الإلكتروني للهيئة.
وأكدت الهيئة أن التبليغ عن الممارسات غير القانونية يُعد واجبًا وطنيًا ومساهمة مباشرة في حفظ الأمن والصحة العامة، مشيرة إلى أن جميع البلاغات يتم التعامل معها بسرية تامة ووفقًا للأنظمة المتبعة، بما يضمن أعلى مستويات الاستجابة وسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين.