تتواصل جهود فرق الدفاع المدني في محافظة المندق بمنطقة الباحة للسيطرة على حريق اندلع في منطقة جبلية وعرة منذ ساعات، وسط ظروف مناخية صعبة وتضاريس معقدة زادت من صعوبة عمليات الإخماد، وتعمل الفرق الميدانية بدقة وحذر في سبيل تطويق النيران، ومنع انتشارها إلى مساحات أوسع أو وصولها إلى المناطق السكنية المجاورة.
الحريق الذي اندلع في إحدى الغابات الكثيفة بالمنطقة الجبلية أثار قلقًا واسعًا بين الأهالي والسكان المحليين، خاصة في ظل تصاعد أعمدة الدخان بكثافة، وانتشار ألسنة اللهب بفعل الرياح النشطة وارتفاع درجات الحرارة، وتبذل فرق الإنقاذ جهودًا استثنائية لمنع امتداد الحريق، مع تعزيزات متواصلة من المعدات والكوادر البشرية المدربة على التعامل مع هذا النوع من الحوادث.
وبحسب مصادر من الدفاع المدني، فإن طبيعة المنطقة الجبلية الوعرة والتشابك الكثيف للأشجار والنباتات ساهم في زيادة صعوبة عمليات الإخماد، إلا أن الاستجابة السريعة من الفرق الميدانية ساعدت في تقليص نطاق الحريق في بعض المواقع، مع استمرار الجهود للسيطرة الكاملة عليه خلال الساعات القادمة.
وفيما لم ترد حتى الآن تقارير رسمية عن وقوع إصابات بشرية، فإن الجهات المعنية تعمل على تقييم الأضرار البيئية الناتجة عن الحريق، والتي شملت تلف مساحات من الغطاء النباتي المحلي الذي تُعرف به جبال المندق، وتتابع فرق الرصد والتقييم الوضع عن كثب بالتنسيق مع هيئة البيئة والجهات المختصة الأخرى لتوثيق حجم الخسائر.
من جانب آخر، حثت السلطات السكان على عدم الاقتراب من مناطق الحريق، حفاظًا على سلامتهم، كما شددت على أهمية التعاون المجتمعي في الإبلاغ عن أي مؤشرات لاشتعال النيران في أماكن أخرى مجاورة، وأكدت أن كل الجهود تتكامل حاليًا للسيطرة التامة على الحريق، باستخدام كافة الوسائل المتاحة، بما في ذلك الطائرات العمودية عند الحاجة.
وتشهد المملكة في مثل هذا الوقت من العام ارتفاعًا تدريجيًا في درجات الحرارة وجفافًا في الغطاء النباتي، ما يجعل المناطق الجبلية والغابات عرضة لمثل هذه الحوادث، وتعد منطقة الباحة من بين المناطق الغنية بالتنوع الطبيعي، ما يتطلب استعدادات استباقية ورفع مستوى الجاهزية للتعامل مع أي طارئ.
وقد بدأت الجهات المختصة التحقيق في أسباب الحريق، سواء كان ناتجًا عن عوامل طبيعية، أو بفعل عوامل بشرية، خاصة في ظل وجود سوابق لحرائق الغابات في المنطقة خلال السنوات الماضية، وسيتم الإعلان عن نتائج التحقيقات حال اكتمالها، ضمن الشفافية التي تتبعها الجهات الأمنية والخدمية في التعامل مع مثل هذه الحوادث.
ويجدد هذا الحادث أهمية الاستثمار في تطوير أنظمة الإنذار المبكر، وتعزيز الرقابة البيئية، ورفع الوعي المجتمعي بمخاطر إشعال النيران في الأماكن المفتوحة، أو الإهمال في رمي المواد القابلة للاشتعال، ويؤكد أيضًا على الدور الحيوي الذي تؤديه فرق الدفاع المدني في حماية الأرواح والممتلكات والطبيعة، رغم التحديات التي تفرضها التضاريس والمناخ.