أعلنت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة المدينة المنورة عن إطلاق مدرسة الموهوبين التقنية، كإحدى المبادرات النوعية التي تستهدف دعم التميز العلمي ورعاية الكفاءات الوطنية الشابة في مجالات التقنية المتقدمة، حيث تم فتح باب التسجيل أمام طلاب الصف الأول الثانوي للعام الدراسي المقبل 1447هـ، في خطوة تعكس تطوراً ملحوظاً في سياسات التعليم الموجه نحو المستقبل.

وتُعد مدرسة الموهوبين التقنية الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، وواحدة من المبادرات الطموحة التي تهدف إلى إعداد جيل متمكن من أدوات العصر الرقمي، من خلال بيئة تعليمية تخصصية تستند إلى معايير عالمية، وتتسق مع توجهات المملكة الرامية إلى دعم الابتكار، وتنمية رأس المال البشري في القطاعات التقنية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

وتتيح المدرسة للطلاب الملتحقين فرصة التخصص في عدد من المسارات التقنية المتقدمة، يأتي في مقدمتها علوم الحاسب، والذكاء الاصطناعي، والميكاترونيكس، والأمن السيبراني، وهي تخصصات تُعد من الأكثر طلباً في سوق العمل العالمي خلال السنوات القادمة، وتهدف هذه المسارات إلى صقل مهارات الطلبة من خلال محتوى علمي وتطبيقي متطور، بإشراف نخبة من المختصين والمعلمين المؤهلين.

ويقوم البرنامج الأكاديمي للمدرسة على مجموعة من البرامج النوعية المصممة بعناية، لتطوير مختلف أبعاد شخصية الطالب ومهاراته، من بين هذه البرامج، يبرز البرنامج التقني المكثف، الذي يركّز على التدريب العملي وتطبيق المفاهيم التقنية في مشاريع واقعية، إلى جانب برنامج مهارات التفكير الذي يُنمّي القدرة على التحليل والإبداع وحل المشكلات.

كما يشمل برنامج المهارات القيادية الذي يُعد الطلاب لتولي أدوار قيادية في المستقبل، وبرنامج المنافسات العالمية الذي يفتح المجال أمامهم للمشاركة في المحافل الدولية المتخصصة.

بالإضافة إلى الجانب الأكاديمي تقدم المدرسة برامج تكميلية تهدف إلى بناء شخصية متوازنة وشاملة، من بينها البرنامج الترفيهي الذي يعزز الجوانب الاجتماعية والنفسية لدى الطلاب، والبرنامج الصيفي الذي يتيح لهم مواصلة التعلم والتدريب خلال فترة الإجازة، عبر ورش عمل ومشاريع علمية تُسهم في تعزيز الشغف بالمجالات التقنية.

وتأتي هذه المبادرة النوعية ضمن إطار الشراكات المؤسسية التي تنفذها إدارة تعليم المدينة المنورة مع عدد من الجهات المحلية والدولية، بهدف تطوير منظومة التعليم العام، وربطها بشكل مباشر بالقطاعات الحيوية الجديدة التي تشكل ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني.

كما تعكس المبادرة التزام وزارة التعليم بتوفير مسارات تعليمية متعددة تلائم قدرات الطلاب وميولهم، وتدعم بناء مستقبل مهني متميز قائم على المعرفة الرقمية والتقنية.

وتجدر الإشارة إلى أن التسجيل في مدرسة الموهوبين التقنية يخضع لعدد من المعايير والاشتراطات الأكاديمية، لضمان انتقاء الطلبة الذين يمتلكون القدرات الذهنية والمهارية التي تؤهلهم للاستفادة الكاملة من البرامج المقدمة، مع توفير دعم أكاديمي وإرشادي متواصل خلال سنوات الدراسة.

ويُنتظر أن تسهم المدرسة في تخريج كوادر وطنية قادرة على المنافسة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، وأن تشكّل رافداً مهماً في دعم مشاريع الابتكار وريادة الأعمال التقنية على مستوى المملكة، مما يعزز من مكانة التعليم السعودي كمحور رئيسي للتنمية المستدامة والتحول الرقمي.