في إطار حرصها المستمر على سلامة وصحة ضيوف الرحمن، دعت وزارة الحج والعمرة حجاج بيت الله الحرام إلى الالتزام بضوابط الغذاء الصحي خلال رحلة الحج، باعتباره من أهم العوامل التي تضمن أداء المناسك بيسر وسلامة واطمئنان.
وأكدت الوزارة، عبر منشور توعوي نشرته على منصتها الرسمية في "إكس"، أن الغذاء الصحي ليس مجرد اختيار، بل هو "ركيزة العافية"، وزاد روحي وجسدي يعين الحاج على أداء النسك ومواجهة الجهد البدني والنفسي الذي قد يصاحب التنقلات والازدحام وارتفاع درجات الحرارة.
وأوضحت الوزارة أن التقيّد بالعادات الغذائية الصحية خلال أيام الحج، خاصة في بيئة مفتوحة وضمن أعداد كبيرة من الحجاج، يسهم في الوقاية من كثير من الأمراض المعدية والمشكلات الصحية الطارئة، لافتة إلى أن سوء التغذية، أو تناول أطعمة ملوثة، يمكن أن يُضعف مناعة الحاج ويؤثر على طاقته، مما يعيقه عن استكمال مناسكه كما ينبغي.
وقدمت الوزارة في هذا السياق مجموعة من النصائح والإرشادات العملية التي تُسهم في الحفاظ على صحة الحجاج، وتمكّنهم من اتباع نمط غذائي آمن ومتوازن.
وجاء في مقدمة هذه التوصيات ضرورة تجنب الأطعمة المكشوفة التي قد تكون عرضة للتلوث بفعل الغبار أو الحشرات أو درجات الحرارة المرتفعة.
كما نبهت إلى أهمية الامتناع عن تناول الخضراوات والفواكه غير المغسولة، والتي قد تحمل بكتيريا أو ملوثات تضر بالجهاز الهضمي، لا سيما في ظل الظروف البيئية التي يتواجد فيها الحجاج.
وشددت الوزارة كذلك على أهمية غسل اليدين بالماء والصابون قبل تناول الطعام وبعده، لضمان إزالة أي ميكروبات أو فيروسات قد تنتقل عن طريق اللمس أو الأسطح المشتركة، داعية إلى الالتزام بتناول الطعام في أماكن مخصصة ومهيأة لذلك، تتوافر فيها شروط السلامة الصحية والبيئية.
وأشارت الوزارة إلى ضرورة تنظيم أوقات الوجبات، وتجنّب الإفراط في تناول الطعام أو إهمال الوجبات، حيث يسهم الانتظام الغذائي في الحفاظ على نشاط الجسم واستقراره طوال اليوم.
كما أوصت بضرورة الإكثار من تناول السوائل، خاصة الماء، لتعويض الفاقد نتيجة التعرق ومواجهة درجات الحرارة العالية التي تُعد سمة مناخية للحج في هذه الفترة من العام.
ويأتي هذا التوجيه في إطار الجهود الشاملة التي تبذلها وزارة الحج والعمرة بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية، لضمان تقديم تجربة حج آمنة وصحية للحجاج من مختلف دول العالم.
إذ لا تقتصر الرعاية المقدّمة على الجوانب التنظيمية والخدمية فحسب، بل تشمل كذلك التثقيف الصحي ورفع الوعي المجتمعي لضمان موسم حج خالٍ من المشكلات الصحية الكبرى.
وتؤكد الوزارة أن التزام الحجاج بالإرشادات الغذائية والنظافة الشخصية يمثل جزءًا من التكامل بين الدور الرسمي والوعي الفردي، حيث يسهم كل حاج في حماية نفسه ومن حوله من خلال تبني سلوكيات بسيطة لكنها فعالة في تعزيز السلامة العامة.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الحج والعمرة تُواصل نشر التوجيهات التوعوية للحجاج عبر منصاتها الرقمية الرسمية بعدة لغات، إلى جانب تعاونها المستمر مع الجهات الصحية لتقديم النصح والإرشاد في مقار السكن والمشاعر المقدسة.
كما تدعم الوزارة مراكز "نسك عناية"، التي تعمل على مدار الساعة لتقديم الخدمات الطبية والدعم الصحي للحجاج في حالات الطوارئ، وتوفير المعلومات التثقيفية المباشرة عند الحاجة.
وتأتي هذه الإجراءات في إطار حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – على سلامة الحجاج وراحتهم، وتوفير كل السبل التي تكفل لهم أداء مناسكهم في أمن وصحة وسكينة.