وزارة الموارد البشرية
خطة موسمية شاملة من الموارد البشرية لخدمة الحجاج في موسم 1446هـ
كتب بواسطة: فهد احمد |

بدأت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تنفيذ خطتها الموسمية لحج 1446هـ، ضمن جهودها المستمرة لتقديم تجربة مميزة وتكاملية لضيوف الرحمن.

هذه الخطة الشاملة تغطي مختلف الجوانب التنظيمية والرقابية والاجتماعية، وتواكب الحاج منذ لحظة وصوله إلى المملكة وحتى مغادرته بعد أداء المناسك، في مشهد يجسد حرص المملكة على الارتقاء بكفاءة الخدمات وتيسير رحلة الحج بأفضل المعايير.

وأكد إسماعيل بن سعيد الغامدي، مساعد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للخدمات المشتركة ورئيس اللجنة التنفيذية لموسم الحج، أن الوزارة أعدت منذ وقت مبكر خطة تشغيلية متكاملة، بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية، بهدف تعزيز التكامل بين القطاعات ذات العلاقة، وضمان تقديم خدمات فاعلة، ومنظمة، تتسم بالكفاءة والجودة.

وأوضح أن الخطة تستند إلى حزمة من المبادرات النوعية المدعومة بتقنيات حديثة، وتم تنفيذها ميدانيًا عبر فرق وطنية مؤهلة تُدير العمليات وفق منهجية رقابية محكمة تقوم على التحسين المستمر والاستجابة الفورية.

وفي إطار الدعم الاجتماعي، باشرت مبادرة "أنورت" أعمالها في الأيام الأولى من الموسم، مستقبلة الحجاج في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكذلك عبر منافذ تبوك، والحدود الشمالية، والجوف، ونجران.

وركزت المبادرة على تنظيم العمل التطوعي في مراكز التنمية الاجتماعية لتقديم الضيافة والإرشاد والدعم الميداني، لا سيما لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، في خطوة تعكس اهتمام الوزارة بكافة شرائح الحجاج، وحرصها على تقديم الدعم الإنساني بجانب الخدمات النظامية.

وعلى الجانب الرقابي، كثفت الوزارة من جولاتها التفتيشية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، للتأكد من التزام المنشآت بأنظمة العمل ولوائحه، ورفع مستوى الامتثال، وضبط سوق العمل خلال الموسم، ما يسهم في خلق بيئة تنظيمية منضبطة تحمي الحقوق وتُرسخ العدالة في العلاقة التعاقدية.

كما شهدت هذه الاستعدادات إطلاق عدد من المنصات الرقمية الموجهة خصيصًا لخدمة الحجاج من ذوي الإعاقة، وتشمل خدمات الترجمة بلغة الإشارة، والدعم البصري، وتحديد المواقع المهيأة، والدعم الفوري في حالات الطوارئ، إلى جانب خدمات الإرشاد الأسري والتبليغ عن المخالفات، بما يعكس التزام الوزارة بتوفير بيئة رقمية دامجة وسهلة الوصول تضمن استقلالية وكرامة الحجاج.

وفي سياق تنظيم فرص العمل الموسمية، فعّلت الوزارة منصة "أجير"، لتكون حلقة وصل بين المنشآت المشاركة في موسم الحج، وبين السعوديين والمقيمين الراغبين في العمل خلال الموسم، ما يحقق استثمارًا أمثل للطاقات الوطنية ويتيح فرصًا مؤقتة للمشاركة في خدمة ضيوف الرحمن ضمن بيئة نظامية وآمنة.

ولم تغفل الوزارة عن الجانب الأسري، حيث أعلنت مراكز ضيافة الأطفال الأهلية في مكة المكرمة والمدينة المنورة عن جاهزيتها لاستقبال أطفال الحجاج والعاملين خلال فترة أداء الشعائر.

وتوفر هذه المراكز بيئة تربوية آمنة بإشراف كوادر مؤهلة، وتلبي احتياجات الأطفال بمختلف أعمارهم، ما يمنح أولياء الأمور الطمأنينة لأداء مناسكهم بتركيز وراحة.

وتأتي هذه الجهود ضمن رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تقديم تجربة حج استثنائية تقوم على الابتكار والرقمنة والاستدامة، من خلال رفع كفاءة القطاعات الخدمية وتيسير جميع مراحل رحلة الحاج، بما يعكس حرص القيادة الرشيدة – أيدها الله – على خدمة الإسلام والمسلمين، وجعل موسم الحج نموذجًا عالميًا في التنظيم والإنسانية والإتقان.