هيئة الاتصالات
الاتصالات والفضاء تُحدث نقلة نوعية في إدارة حشود الحج بتقنيات المستقبل
كتب بواسطة: حمادة صالح |

في إطار جهودها المستمرة لتعزيز جودة الخدمات التقنية المقدمة لضيوف الرحمن، أنهت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية استعداداتها لموسم الحج، واضعةً البنية التحتية الرقمية المتقدمة في صلب استراتيجيتها لإدارة الحشود بفعالية وكفاءة. الهيئة التي تتولى مسؤولية أحد أكثر المهام تعقيدًا في مواسم الحج، قدمت هذا العام نقلة نوعية في استخدام التكنولوجيا لخدمة الحجاج، معززة تجربتهم الروحية ومؤمنة لهم بيئة رقمية موثوقة وآمنة.

وفي مشهد يعكس روح التحديث والتطور، رفعت الهيئة من كفاءة شبكات الاتصالات في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، حيث سجلت زيادة ملحوظة في أعداد أبراج الجيل الخامس (5G) مقارنة بالعام الماضي.

هذه الأبراج تضمن تغطية عالية الجودة وسرعات إنترنت غير مسبوقة، ما يتيح للحجاج التواصل ومشاركة رحلتهم الإيمانية بسلاسة، فضلاً عن دعم الجهات العاملة في الميدان بسرعة نقل البيانات والمعلومات الحيوية.

ولم تكتفِ الهيئة بتعزيز شبكات الجيل الخامس فحسب، بل قامت أيضًا بتوسيع نطاق شبكة الواي فاي (Wi-Fi) في نقاط استراتيجية داخل الحرمين الشريفين والمشاعر، ما يوفر تجربة اتصال مجانية وفعالة للحجاج، ويسهم في تخفيف الضغط على شبكات الجوال.

خطوة تكنولوجية أخرى جاءت من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة الحشود، إذ تعمل خوارزميات متقدمة على تحليل البيانات الحركية الضخمة للحجاج بشكل فوري، وتقديم حلول ذكية لتحسين تدفقهم، مما يقلل من التكدس ويعزز السلامة العامة.

وفي إطار رؤيتها المستقبلية للتحول الرقمي، فعّلت الهيئة استخدام الدرونز لمراقبة حركة الحشود من الجو، حيث تُستخدم هذه الطائرات الصغيرة في تغطية واسعة ودقيقة لمناطق الحرم والمشاعر، وتقديم صور حية تساعد في اتخاذ قرارات لحظية. كما وظفت تقنيات "إنترنت الأشياء" (IoT) في تتبع المركبات وتنظيم مساراتها، ما أسهم في تخفيف الازدحام وتحسين كفاءة النقل الداخلي في المواقع المقدسة.

وفي جانب آخر من العمل التقني، أنجزت الهيئة مسحًا شاملًا للترددات الراديوية المستخدمة من قبل مختلف الجهات الحكومية، في مكة المكرمة والمشاعر، بهدف ضمان عدم وجود تداخلات قد تؤثر على جودة الاتصال.

كما تم تجهيز فرق فنية متخصصة تعمل على مدار الساعة لمتابعة أداء الشبكات ميدانيًا والتعامل الفوري مع أي مشكلات طارئة، مما يضمن استمرار الخدمات دون انقطاع.

وتتجلى أهمية هذه الجهود في ظل توقعات بارتفاع غير مسبوق في حجم استهلاك البيانات خلال موسم الحج، مع اعتماد عدد كبير من الحجاج على خدمات البث المرئي بجودة عالية (1080p HD)، إلى جانب تسجيل رقم قياسي متوقع في عدد المكالمات الصوتية. كل ذلك يتم وسط بيئة تقنية محكمة الإعداد تضمن أداءً مستقراً وسلساً لجميع مستخدمي الشبكة.

الهيئة كذلك وفرت أنظمة اتصالات فورية بين فرق العمل في مختلف المواقع، ما ساعد على تسريع التنسيق، واتخاذ قرارات آنية، وتقديم استجابة سريعة لأي حالة طارئة تتطلب تدخلاً تقنيًا.

هذه الشبكات المغلقة والآمنة ضمنت تواصلاً فعالًا بين مختلف الجهات المعنية، الأمر الذي عكس صورة مشرقة عن قدرة المملكة في المزج بين التقنية والتنظيم لخدمة ضيوف الرحمن.

إن ما أنجزته هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية هذا الموسم يعكس رؤية المملكة 2030، حيث يتلاقى الطموح الرقمي مع الواجب الديني والإنساني.

فمن خلال بنية تحتية متطورة، وتقنيات حديثة، وفِرَق مدرّبة تعمل بكفاءة عالية، تواصل الهيئة لعب دورها المحوري في تسهيل مناسك الحج، وجعل تجربة الحجاج أكثر سلاسة وأمانًا، في تجسيد حي لكيفية تسخير التكنولوجيا في خدمة الإنسان، في أقدس بقاع الأرض.