الأمن البيئي
قائد الأمن البيئي يزور مركز (911) ويشيد بجهوده في خدمة ضيوف الرحمن
كتب بواسطة: سوسن البازل |

في إطار تعزيز التكامل الأمني والتقني لخدمة ضيوف الرحمن، زار قائد القوات الخاصة للأمن البيئي اللواء ساهر بن محمد الحربي، مركز العمليات الأمنية الموحدة (911) بمنطقة مكة المكرمة، حيث كان في استقباله قائد المركز الوطني للعمليات الأمنية العميد عمر بن عيضه الطلحي، في زيارة عكست حرص الجهات الأمنية على التنسيق المشترك وتطوير الأداء لمواكبة التحديات الميدانية المتزايدة خلال موسم الحج.

وخلال الزيارة، قام اللواء الحربي بجولة ميدانية في أقسام المركز، اطلع من خلالها على آلية سير العمل داخل المركز، والتقنيات الحديثة التي يتم استخدامها لاستقبال البلاغات والاتصالات على مدار الساعة، وكيفية تحويلها بسرعة وفعالية إلى الجهات المختصة، ومتابعتها حتى انتهائها بدقة واحترافية عالية. وعبّر عن إعجابه بمستوى الانضباط والتكامل التقني الذي يشهده المركز، مؤكدًا أن هذا النوع من المنظومات المتقدمة يمثل نقلة نوعية في آلية التعامل مع الأحداث الطارئة، خصوصًا في منطقة ذات كثافة بشرية كبيرة مثل مكة المكرمة.

ويعد مركز العمليات الأمنية الموحدة (911) في منطقة مكة المكرمة من أبرز النماذج الحديثة التي تجمع تحت سقف واحد مختلف الغرف العملياتية للجهات الأمنية والخدمية، ما يتيح سرعة التفاعل وتبادل المعلومات دون تأخير.

ويخدم المركز حاليًا 16 محافظة إلى جانب مدينة مكة المكرمة، ويضم أكثر من 47 غرفة عمليات تم توحيدها ضمن هيكل تشغيلي وتقني متكامل، يتلقى الاتصالات عبر رقم طوارئ موحد هو (911)، الذي أصبح بديلًا عصريًا ومركزًا لكافة نداءات الطوارئ في المنطقة.

ويتميز المركز بتقنيات متقدمة، تتيح تقديم الخدمة بعدة لغات على مدار 24 ساعة، لتلبية احتياجات الحجاج والمعتمرين من مختلف الجنسيات والثقافات، وهو ما يعكس بعدًا إنسانيًا واستراتيجيًا في عمليات الاستجابة السريعة والتعامل مع الطوارئ. وقد أثنى اللواء ساهر الحربي على هذه المبادرات، مشيرًا إلى أن الشراكة بين الأمن البيئي والمركز الوطني للعمليات الأمنية تسهم في رفع كفاءة التعامل مع البلاغات البيئية، لاسيما تلك المتعلقة بمخالفات التلوث والتعديات على المناطق الطبيعية.

وأضاف الحربي أن وجود مركز موحد بهذا المستوى من الدقة والتنظيم يشكل داعمًا قويًا للجهود الأمنية المتعددة التي تُبذل ميدانيًا، وخاصة في مواسم الذروة، حيث تتزايد الحاجة إلى سرعة اتخاذ القرار ودقة التنسيق بين الجهات.

وأكد أن التكامل بين الجهات الأمنية، من خلال هذا المركز، يختصر الزمن ويزيد من كفاءة الاستجابة، ويساعد على رفع مستوى الأمن والخدمة المقدمة لضيوف الرحمن والمواطنين والمقيمين على حد سواء.

من جانبه، قدّم العميد عمر الطلحي شرحًا مفصلًا عن مهام المركز والأنظمة التقنية التي يعتمدها، مشيرًا إلى أن المركز يضم كفاءات وطنية مدربة بكفاءة عالية، ويخضع باستمرار لعمليات تطوير وتحديث لمواكبة أحدث الأنظمة التشغيلية عالميًا، وهو ما ينعكس على مستوى الأداء وسرعة التجاوب مع البلاغات.

وأوضح الطلحي أن المركز يواكب التوسع الجغرافي والبشري الذي تشهده المنطقة، ويُعد نقطة تحول في مفهوم إدارة البلاغات الطارئة في المملكة، حيث يتم استقبال البلاغات المتعلقة بعدة جهات منها الأمن العام، المرور، الدفاع المدني، الهلال الأحمر، وأيضًا الجهات البيئية والخدمية، مما يخلق بيئة موحدة وسريعة لتلقي الحالات والتعامل معها باحترافية.

الزيارة حملت رسائل عدة في مضمونها، تؤكد أهمية التعاون بين الجهات الأمنية المتخصصة في مختلف المجالات، ومن بينها الأمن البيئي، الذي بات اليوم جزءًا أساسيًا من المنظومة الأمنية الشاملة، خاصة في ظل التوسع العمراني، والزيادة في عدد الزوار للمملكة، وحساسية منطقة مكة المكرمة التي تتطلب أعلى درجات الجاهزية والتنظيم.

يُذكر أن مركز (911) لا يخدم فقط السكان المحليين، بل يتعامل مع مكالمات الطوارئ الخاصة بزوار بيت الله الحرام على مدار العام، ومع دخول موسم الحج، تزداد وتيرة العمل، ما يتطلب جاهزية استثنائية وتنسيقًا محكمًا، وهو ما أظهرته هذه الزيارة من التوافق بين العمل التقني والجاهزية الميدانية.