سوق المواشي بجدة يستعد للعيد وأسعار الأضاحي تتراوح بين 900 و2700 ريال
سوق المواشي بجدة يستعد للعيد وأسعار الأضاحي تتراوح بين 900 و2700 ريال
كتب بواسطة: سعد احمد |

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، بدأ سوق المواشي في محافظة جدة يشهد حركة نشطة وإقبالاً واسعاً من قبل المواطنين والمقيمين الراغبين في شراء الأضاحي، ويُعد هذا السوق واحداً من أبرز الوجهات التي يقصدها المتسوقون في موسم الأضاحي نظراً لتنوع الخيارات وتفاوت الأسعار، وهو ما يتيح لهم انتقاء الأضحية التي تناسب احتياجاتهم وإمكاناتهم المادية، وقد رصدت جولة ميدانية في السوق تفاوتاً ملحوظاً في أسعار الأضاحي، التي تراوحت ما بين 900 ريال وحتى 2700 ريال، حسب نوعية الأضحية وحجمها وسلالتها، وهو ما يعكس تنوع العرض في السوق واستهدافه لشريحة واسعة من المشترين.

وتتصدر الأغنام من سلالة النعيمي قائمة الأضاحي الأكثر طلباً، إذ تتراوح أسعارها بين 1490 و1700 ريال، لما تتمتع به من جودة في اللحوم وسُمعة طيبة لدى المستهلك المحلي، كما يبرز السواكني كخيار متوسط بسعر يبدأ من 1150 ريال، فيما تتوفر الخراف الرومانية بأسعار تتراوح ما بين 1080 و1300 ريال، وتُعد خياراً مقبولاً لمن يبحث عن التوازن بين الجودة والسعر، أما الخراف الأسترالية، فتُعتبر من بين الأنواع الأرخص ثمناً، إذ يبدأ سعرها من 1200 ريال، لكنها لا تلقى نفس الإقبال الشعبي كما هو الحال مع النعيمي والحري.

اللافت في السوق هذا العام هو استقرار الأسعار مقارنة بالمواسم الماضية، رغم الارتفاع العالمي في أسعار الأعلاف وتكاليف النقل، ويعزو بعض التجار هذا الاستقرار إلى وفرة المعروض وسرعة استيراد شحنات المواشي قبل موسم الحج، إضافة إلى جهود الجهات التنظيمية في مراقبة الأسواق وضبط الأسعار بما يحقق التوازن بين العرض والطلب، كما ساهمت العروض الخاصة التي تقدمها بعض الحظائر التجارية وتجار المواشي في تخفيف حدة الأسعار عبر باقات تشمل الذبح والتغليف والتوصيل، ما يُعد ميزة إضافية تستقطب المتسوقين.

الطلب المتزايد قبيل العيد دفع العديد من الأسواق إلى تمديد ساعات العمل لتلبية احتياجات الزبائن، وفي جولة بسوق المواشي الرئيسي شمال جدة، لوحظ توافد العائلات في أوقات مختلفة من اليوم، سواء خلال فترات الصباح أو قبيل المساء، حيث يفضل كثيرون شراء الأضاحي بأنفسهم ومباشرة فحصها للتأكد من مطابقتها للشروط الشرعية، مثل السن المناسب وخلوها من العيوب أو الأمراض، وفي ظل حرارة الطقس، تهيأت العديد من الحظائر لتوفير بيئة مريحة للمشترين من خلال توفير المظلات وموارد المياه، وتحسين تنظيم الدخول والخروج.

من جهة أخرى، واصلت المنصات الإلكترونية مثل "إحسان" و"أضاحي" تقديم خدمات حجز الأضاحي وتوزيعها نيابة عن الأفراد، بأسعار تنافسية تبدأ من نحو 800 ريال، هذه الخدمات تلقى قبولاً كبيراً من فئة من الناس الذين يفضلون تجنب الزحام وتفويض الجمعيات الخيرية المعتمدة بالذبح والتوزيع، لا سيما في ظل تزايد الوعي المجتمعي بأهمية العمل المنظم والمساعدة في إيصال اللحوم إلى مستحقيها دون عناء أو تأخير.

ويتوقع أن تشتد وتيرة الإقبال على الأسواق خلال الأيام القليلة التي تسبق العيد، وهو ما يدفع التجار إلى رفع درجات الاستعداد بتوفير أعداد إضافية من المواشي وتنظيم عمليات البيع والدفع والذبح، كما تقوم الأمانة والجهات البيطرية بتكثيف جهود الرقابة والتفتيش لضمان سلامة المواشي ومطابقتها للمعايير الصحية والشرعية، إلى جانب الحد من ظواهر الذبح العشوائي في الأحياء، وتوجيه المواطنين إلى المسالخ النظامية المرخصة التي تضمن الجودة والسلامة.

ويُلاحظ أن هناك تبايناً في الأسعار بين مختلف مناطق جدة، إذ تقدم بعض الحظائر عروضاً تشمل خروفاً حرّياً بسعر يتراوح من 1500 إلى 1650 ريالاً، مع رسوم إضافية للذبح تصل إلى 100 ريال وخدمة التوصيل داخل الأحياء الشمالية مقابل 50 ريالاً، هذا التنوع في الخدمات يعكس تطور سوق المواشي واتجاهه نحو تبني أساليب تجارية أكثر مرونة وراحة للعميل، بما ينسجم مع التغيرات في نمط الاستهلاك ومتطلبات الحياة اليومية.

بصورة عامة، تبدو مؤشرات موسم الأضاحي في جدة مطمئنة من حيث وفرة المعروض وتعدد الخيارات، مع توقعات بزيادة تدريجية في الأسعار مع اقتراب يوم العيد نظراً لزيادة الطلب، ويبقى التحدي الأكبر لدى المستهلك هو حسن اختيار الأضحية وفقاً للمعايير الشرعية والصحية، واختيار الوقت المناسب للشراء لتفادي الزحام وارتفاع الأسعار اللحظي، وفي ظل التنظيم الحالي وتوفر الخدمات الإلكترونية والرقابية، تبدو استعدادات الموسم أكثر تنظيماً من الأعوام السابقة، مما يبعث على التفاؤل بموسم أضحى سلس وآمن للجميع.