جدة
"موانئ" السعودية تتوّج بجائزتين عالميتين في دبي
كتب بواسطة: فاتن حامد |

في تأكيد جديد على الحضور المتصاعد للمملكة في مشهد الصناعة اللوجستية العالمية، حصدت الهيئة العامة للموانئ "موانئ" جائزتي "البنية التحتية للموانئ" و"المنصة اللوجستية" ضمن حفل جوائز TLME 2025 الذي أقيم في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وسط مشاركة واسعة من كبار الفاعلين في قطاع النقل والموانئ والخدمات اللوجستية إقليميًا ودوليًا.

ويأتي هذا التتويج تتويجًا للإنجازات النوعية التي حققتها الهيئة في تطوير البنية التحتية للموانئ السعودية التابعة لها، ضمن منظومة متكاملة تستهدف رفع كفاءة قطاع الموانئ وتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، وفي القلب منها ترسيخ موقع المملكة كمركز لوجستي عالمي ومحور ربط استراتيجي بين ثلاث قارات.

وقد شهد العامان الماضي والحالي نقلة نوعية في مشاريع البنية التحتية التي تقودها الهيئة، من أبرزها تشغيل أكبر عقود تخصيص في تاريخ الموانئ السعودية، والتي شملت تطوير وتشغيل محطتي الحاويات الشمالية والجنوبية بميناء جدة الإسلامي، بالإضافة إلى تطوير محطتي الحاويات في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، باستثمارات تقارب 16 مليار ريال، ضمن شراكة استراتيجية مع القطاع الخاص، في خطوة تؤكد نهج المملكة القائم على تمكين الشراكات النوعية والاستثمار في البنية التحتية الحيوية.

ولم تقتصر المبادرات على عقود التشغيل، بل شملت إطلاق مشاريع ضخمة بتكلفة تتجاوز 640 مليون ريال، تستهدف تعميق الأرصفة وبناء أرصفة جديدة في ميناء جدة الإسلامي، لتمكينه من استقبال سفن الحاويات العملاقة التي تصل حمولتها إلى 24 ألف حاوية قياسية. هذه الخطوة من شأنها أن تعزز مكانة الميناء في خارطة الملاحة البحرية العالمية، وتزيد من تنافسيته لجذب مزيد من الخطوط الملاحية الكبرى.

وفي إطار تكامل الجهود لتوسيع نطاق المنظومة اللوجستية، وقّعت "موانئ" عددًا من الاتفاقيات لإنشاء 20 منطقة لوجستية في مختلف الموانئ السعودية، باستثمارات تفوق 10 مليارات ريال.

ومن بين أبرز هذه المشاريع، افتتاح أكبر منطقة لوجستية متكاملة لشركة "ميرسك" العالمية في الشرق الأوسط، في ميناء جدة الإسلامي، باستثمار يتجاوز 1.3 مليار ريال، ما يمثل نقطة تحوّل في خدمات الشحن والتوزيع المتقدم في المنطقة.

وتأتي هذه الجوائز الجديدة لتضاف إلى سجل "موانئ" الحافل بالإنجازات، حيث حققت الهيئة خلال عام 2024 وحده ثماني جوائز محلية وإقليمية ودولية، تؤكد جميعها المكانة المتقدمة التي باتت تتمتع بها المملكة في هذا القطاع الحيوي.

وكانت "موانئ" قد استهلّت عام 2025 بحصولها على "جائزة المنصة اللوجستية" ضمن جوائز Shiptek International، لتبرهن على اتساق الأداء وتواصل النجاحات في ساحة التنافس العالمي.

وتعكس هذه الجوائز حجم الجهود التي تبذلها الهيئة العامة للموانئ في إعادة رسم خارطة الموانئ السعودية، وتحويلها إلى منصات خدمات متقدمة، ترتبط بأكبر أسواق العالم، وتُدار بكفاءة عالية تسهم في تقليل زمن الشحن وتعزيز سلاسة التصدير والاستيراد، بما يدعم الاقتصاد الوطني ويعزز من مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي.

وفي الوقت الذي تواصل فيه المملكة خطواتها النوعية نحو تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، تؤكد هذه الإنجازات أهمية قطاع الموانئ كأحد المحركات الرئيسة للتنمية الاقتصادية، والنمو المستدام، والتكامل مع الأسواق الإقليمية والدولية.