في إطار الجهود المبذولة لتسهيل الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، أعلنت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، بالشراكة مع الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، عن إطلاق تجربة رقمية متكاملة عبر منصة "بلدي+"، وذلك استعدادًا لموسم حج 1445هـ، والمبادرة الجديدة تهدف إلى تقديم باقة من الخدمات الرقمية الذكية التي تعزز من جودة تجربة الحجاج وتسهم في تحسين كفاءة العمل الميداني داخل نطاق مكة والمشاعر المقدسة.
منصة "بلدي+" تمثل تحولاً نوعياً في طريقة تقديم الخدمات البلدية، حيث تعتمد على التقنية والذكاء الاصطناعي لتحسين التفاعل بين الجهات الخدمية والحجاج، وتسهيل وصولهم إلى الخدمات الأساسية مثل النظافة، والصحة العامة، والتراخيص، والمتابعة الميدانية، إضافة إلى تمكين الجهات الرقابية من أداء مهامها بكفاءة عالية وسرعة استجابة أكبر.
وقد أوضح المسؤولون أن هذه التجربة الرقمية تأتي استجابة لتوجيهات القيادة الرشيدة في تسخير التكنولوجيا لخدمة ضيوف الرحمن، وتوفير بيئة آمنة ومنظمة تليق بمكانة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وتعكس جهود المملكة في الارتقاء بمستوى الخدمات خلال موسم الحج، الذي يشهد توافد ملايين الحجاج من مختلف أنحاء العالم.
وتتيح منصة "بلدي+" آلية متطورة لرصد المخالفات، وتقديم البلاغات، وتقييم جودة الخدمات، إضافة إلى تمكين الفرق الميدانية من إصدار التراخيص الفورية وتوثيق أعمالهم بشكل مباشر، ما يُسهم في رفع كفاءة الأداء البلدي وتحقيق سرعة في إنجاز المهام، مع إمكانية متابعة كافة العمليات من خلال لوحة تحكم موحدة ترتبط بمركز إدارة عمليات الحج.
الهيئة الملكية لمكة والمشاعر المقدسة لعبت دورًا أساسيًا في تطوير هذه التجربة الرقمية من خلال توحيد الجهود بين مختلف الجهات ذات العلاقة، بما في ذلك أمانة العاصمة المقدسة، ووزارة الحج والعمرة، ووزارة الصحة، وقطاعات الأمن والسلامة، لضمان تكامل الخدمات وانسيابية سير العمل في المواقع المزدحمة والمناطق الحساسة خلال موسم الحج.
وقد شهدت الفترة الماضية سلسلة من ورش العمل والاجتماعات التنسيقية بين الجهات المعنية لتطوير منصة "بلدي+" بما يتوافق مع متطلبات المرحلة، ويعزز من قدرة الأجهزة الحكومية على التفاعل الفوري مع أي طارئ أو تحدٍ قد يطرأ خلال موسم الحج، وهو ما يشير إلى مستوى الجاهزية العالية الذي تتمتع به الجهات المنظمة هذا العام.
كما ركزت المنصة على تقديم تجربة مستخدم سهلة ومبسطة، تتيح للحاج أو الجهة الخدمية الوصول إلى المعلومات والخدمات بنقرة زر، دون الحاجة إلى التعامل الورقي أو الإجراءات التقليدية المعقدة، وهذا التوجه ينسجم مع رؤية المملكة 2030 التي تستهدف التحول الرقمي الكامل في الخدمات الحكومية، ورفع كفاءة الأداء، وتحقيق رضا المستفيدين.
ويُنتظر أن تُسهم "بلدي+" في رفع جودة الحياة داخل نطاق مكة والمشاعر خلال موسم الحج، من خلال تسهيل الرقابة على الأسواق، ومتابعة نظافة الشوارع، وضمان الالتزام بالمعايير الصحية والغذائية، وكل ذلك ضمن منظومة رقمية تفاعلية تتيح تحليلاً لحظيًا للبيانات واتخاذ قرارات فورية بناءً على مؤشرات دقيقة.
في نهاية المطاف، تُعد "بلدي+" نموذجًا رياديًا لما يمكن أن تحققه التقنية حين تُسخَّر لخدمة الإنسان، لا سيما في مواسم كبيرة مثل الحج، حيث تُشكّل القدرة على التنظيم الفعّال وضمان جودة الخدمات عاملًا حاسمًا في نجاح الموسم وراحة الحجاج، وهو ما يبدو أن المملكة تمضي بخطى واثقة نحو تحقيقه.