في خطوة نوعية تهدف إلى تعزيز التجربة الروحية والتنظيمية لضيوف الرحمن، أطلقت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خريطة تفاعلية متطورة للإرشاد المكاني داخل المسجد الحرام، وذلك ضمن جهودها الرامية لتوظيف التقنية الحديثة في خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار، وتسهيل تنقلاتهم داخل أروقة الحرم المكي.
الخريطة الجديدة، التي تم تصميمها وفق أعلى المعايير التقنية، توفر دليلاً بصريًا وذكيًا يمكّن المستخدمين من تحديد مواقع الخدمات الحيوية داخل المسجد الحرام، كأقرب المصليات، ودورات المياه، ومواقع السلالم والمصاعد، ومسارات الطواف والسعي، ومراكز التوجيه والإفتاء، إلى جانب منافذ الإسعاف والمراكز الصحية، بما يضمن تجربة أكثر يسرًا وسلاسة داخل الحرم الشريف.
وتعتمد الخريطة على تقنية الإرشاد المكاني التفاعلي، حيث يستطيع الزائر عبر هاتفه الذكي أو جهازه اللوحي أن يتنقّل افتراضيًا داخل الحرم، ويحدد وجهته بدقة، مع إمكانية تتبع المسار خطوة بخطوة، ما يوفّر الكثير من الوقت والجهد، خصوصًا لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، وكذلك للزوار غير الناطقين بالعربية.
وقد تم دمج الخريطة التفاعلية ضمن المنصات الرقمية الرسمية للرئاسة العامة، بحيث تكون متاحة عبر موقعها الإلكتروني وتطبيقاتها الذكية، وبلغات متعددة لتشمل أكبر عدد ممكن من المستخدمين من مختلف الجنسيات، وهو ما يعزز من التمكين الرقمي لخدمات الحرمين الشريفين تماشيًا مع مستهدفات التحول الوطني.
وتهدف المبادرة إلى دعم المنظومة التكاملية للخدمات التقنية المقدمة في المسجد الحرام، حيث سبق للرئاسة أن أطلقت عددًا من المبادرات الرقمية مثل التطبيقات الذكية لحجز الصلوات والطواف، والبث المباشر للخطط التوعوية والإرشادية، لتكون بيئة الحرمين بيئة تقنية مستدامة تسهم في تحسين تجربة الضيف من لحظة وصوله حتى مغادرته.
وتُعد هذه الخطوة امتدادًا للجهود التي تبذلها المملكة في كل موسم حج وعمرة لتطوير البنية التحتية الرقمية في الحرمين الشريفين، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي والخرائط الذكية لتسهيل إدارة الحشود، وتوفير المعلومات المكانية والخدمية للزوار بطريقة دقيقة وفورية، خاصة مع تزايد أعداد القادمين من الداخل والخارج.
وتُعزز الخريطة التفاعلية من قدرة الجهات التنظيمية على الاستجابة الفورية لأي طارئ، وتدعم تنسيق الجهود الأمنية والصحية والخدمية في إدارة الحشود، إذ تُوفر تصورًا لحظيًا لحركة الزوّار داخل الحرم، مما يتيح اتخاذ قرارات سريعة وفعالة على الأرض، فضلاً عن دورها التوعوي والإرشادي الكبير.
وفي ظل مواكبة المملكة للتقنيات الحديثة في قطاع إدارة الحشود الدينية، تُعد هذه الخريطة التفاعلية إنجازًا جديدًا يُضاف إلى سجل الإنجازات السعودية في خدمة الحرمين الشريفين، ويؤكد على حرص القيادة الرشيدة على تسخير كل الإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن وتقديم تجربة روحانية سلسة وآمنة.