يواصل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم تدريباته ضمن معسكره الإعدادي المقام حاليًا في مدينة الخبر، استعدادًا لخوض الجولتين التاسعة والعاشرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، وسط أجواء من التركيز العالي والتزام اللاعبين بتنفيذ توجيهات الجهاز الفني بقيادة المدرب الفرنسي إيرفي رينارد، الذي يعمل على تجهيز الفريق بدنيًا وفنيًا لخوض المواجهتين الحاسمتين المقبلتين.
وبدأت الحصة التدريبية التي أجريت يوم أمس بطابع استرجاعي، حيث اكتفى رينارد بجلسة تأهيلية للاعبين داخل النادي الصحي التابع لمقر إقامة المعسكر، بهدف تخفيف الحمل البدني وإعادة التوازن للجهاز العضلي بعد أيام من التدريبات المكثفة التي خضع لها اللاعبون خلال الأيام الماضية.
ويأتي ذلك في إطار خطة تدريبية مدروسة تهدف إلى المحافظة على جاهزية اللاعبين البدنية وتجنب الإصابات، لا سيما في ظل قرب المباريات الرسمية التي تتطلب أقصى درجات التركيز والاستعداد.
وفي السياق الطبي، يواصل اللاعب متعب الحربي برنامجه العلاجي برفقة الطاقم الطبي للمنتخب، تحت إشراف مباشر يهدف إلى استكمال مرحلة التأهيل قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن مشاركته المحتملة في اللقاءات المقبلة.
ويخضع الحربي لفحوصات ومتابعة دقيقة لضمان شفائه التام قبل العودة إلى أرضية الملعب. من جانبه، بدأ اللاعب محمد بكر المرحلة الأولى من عودته البدنية، حيث انخرط في تدريبات فردية تحت إشراف المعد البدني، في خطوة تمهيدية لاستعادة لياقته قبل الانضمام للتدريبات الجماعية.
وتسود أجواء من الحماس والانضباط داخل معسكر الأخضر، حيث يظهر اللاعبون التزامًا كبيرًا وتفاعلًا واضحًا مع التعليمات الفنية، في وقت يحرص فيه المدرب رينارد على تطبيق الجوانب التكتيكية بشكل تدريجي، مع إعطاء الأولوية للانسجام بين خطوط الفريق.
ويُعرف عن المدرب الفرنسي اهتمامه بأدق التفاصيل، حيث يخصص فترات من الحصص التدريبية للعمل الفردي مع اللاعبين في مراكزهم، مع تركيز خاص على الجوانب الدفاعية والتنظيم في حالة فقدان الكرة.
ويواصل المنتخب برنامجه الإعدادي مساء الأحد، من خلال حصة تدريبية من المقرر إقامتها عند الساعة السابعة مساءً على ملعب نادي الاتفاق بالخبر، في إطار خطة فنية تسعى إلى الوصول باللاعبين إلى الجاهزية الكاملة قبل انطلاق الجولتين المقبلتين.
وستكون الحصة التدريبية مفتوحة لوسائل الإعلام خلال أول ربع ساعة، ما يتيح تغطية مباشرة للتمارين والوقوف على الأجواء داخل المعسكر.
ويُنتظر أن تشهد الحصص القادمة ارتفاعًا في وتيرة التدريبات، حيث يعتزم الجهاز الفني تنفيذ محاكاة فنية لمختلف السيناريوهات المحتملة خلال المباريات، مع التركيز على إنهاء الهجمات وتنويع أساليب اللعب، بالإضافة إلى إعداد الخطط البديلة التي تمنح الأخضر مرونة تكتيكية خلال اللقاءات، خاصة في ظل تطلعات الجماهير السعودية لرؤية منتخبها يتأهل إلى كأس العالم للمرة السابعة في تاريخه.
ويُعد هذا المعسكر محطة مفصلية في مشوار التصفيات، حيث يحتاج الأخضر إلى حصد النقاط لضمان التأهل المبكر وتجنب أي حسابات معقدة.
ويعوّل رينارد على مزيج من الخبرة والشباب داخل صفوف المنتخب، من أجل تحقيق التوازن المطلوب في الأداء، وإظهار شخصية قوية في المباريات القادمة.
ولم يغب عن المشهد الدعم المعنوي من الجماهير السعودية التي تترقب بشغف أداء المنتخب، وسط دعوات لمؤازرة اللاعبين ودعمهم خلال المرحلة المقبلة، والتي تُعد من أبرز مراحل التحدي في الطريق نحو المونديال.
وتُولي الإدارة الفنية والإدارية للمنتخب اهتمامًا بالغًا بتوفير البيئة المثالية داخل المعسكر، من خلال تسهيل كافة الجوانب اللوجستية وتوفير الراحة النفسية للاعبين، ما ينعكس إيجابًا على مستوى التحضيرات الفنية.
ويأمل عشاق الكرة السعودية أن يكون هذا المعسكر بوابة لانطلاقة متميزة تعيد الأخضر إلى واجهة القارة الآسيوية، وأن يثمر هذا العمل الدؤوب في تحقيق تطلعات الشارع الرياضي، بقيادة فنية واثقة، ولاعبين يتمتعون بالعزيمة والطموح.
