في خطوة احترازية تهدف إلى حماية الصحة العامة وضمان سلامة الإمدادات الغذائية، أعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة العربية السعودية عن فرض حظر مؤقت على استيراد لحوم الدواجن وبيض المائدة ومنتجاتهما من ولاية ريو غراندي دو سول البرازيلية، جاء هذا القرار بعد تأكيد تفشي مرض نيوكاسل في الولاية، وفقًا لتقرير صادر عن المنظمة العالمية لصحة الحيوان بتاريخ 18 يوليو 2024.
الهيئة أكدت أن الحظر يشمل جميع منتجات الدواجن القادمة من الولاية المذكورة، باستثناء تلك التي خضعت لمعاملة حرارية كفيلة بالقضاء على الفيروس المسبب للمرض، بشرط أن تكون مطابقة للاشتراطات الصحية والمواصفات القياسية المعتمدة، مع إرفاق شهادة صحية صادرة من الجهات الرسمية المعتمدة في البرازيل تثبت خلو المنتج من الفيروس.
تجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية تعتمد على مصادر متعددة لتلبية احتياجاتها من منتجات الدواجن، حيث يغطي الإنتاج المحلي حوالي 70% من الطلب، بينما يتم استيراد النسبة المتبقية من عدة دول، وهذا التنوع في مصادر الاستيراد يعزز من مرونة السوق المحلية وقدرتها على التكيف مع التحديات الصحية العالمية.
من جانبه، أكد محمد الشايع، رئيس اللجنة الوطنية لمنتجي الدواجن في اتحاد الغرف السعودية، أن الحظر المؤقت لن يؤثر بشكل كبير على السوق المحلية، مشيرًا إلى أن الإنتاج المحلي قادر على تلبية الطلب، وأن هناك خططًا لتعزيز الاكتفاء الذاتي في هذا القطاع الحيوي.
في السياق ذاته، أعلنت وزارة الزراعة البرازيلية عن تحديث قائمة الدول التي فرضت قيودًا على استيراد منتجات الدواجن من البرازيل بعد تأكيد أول حالة إصابة بإنفلونزا الطيور في مزرعة تجارية بمدينة مونتينيغرو بولاية ريو غراندي دو سول، وشملت هذه القيود دولًا مثل الصين والاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى دول أخرى فرضت حظرًا جزئيًا على المنتجات القادمة من الولاية المتضررة.
البرازيل، التي تُعد أكبر مصدر للدواجن في العالم، تواجه تحديات كبيرة في ظل هذه القيود، حيث تعتمد بشكل كبير على صادراتها الزراعية، وقد أعربت الحكومة البرازيلية عن استغرابها من بعض قرارات الحظر، مشيرة إلى أنها لم تتلقَ إشعارات مسبقة من بعض الدول، وتسعى حاليًا للتواصل مع هذه الدول لفهم دوافع قراراتها والعمل على إيجاد حلول مشتركة.
من جانبها، أكدت الهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة أنها تتابع عن كثب تطورات الوضع الصحي في الدول المصدرة، وأنها ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المستهلكين وضمان سلامة المنتجات الغذائية المستوردة.
يُذكر أن مرض نيوكاسل يُعد من الأمراض الفيروسية التي تصيب الطيور، وقد يؤدي إلى خسائر كبيرة في قطاع الدواجن، وعلى الرغم من أن المرض لا يُعتبر خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان، إلا أن انتشاره في مزارع الدواجن قد يؤدي إلى اضطرابات في سلاسل الإمداد الغذائي.
في ظل هذه التطورات، تُشدد المملكة على أهمية التعاون الدولي وتبادل المعلومات بين الدول والهيئات الصحية لضمان السيطرة على الأمراض الحيوانية ومنع انتشارها، بما يضمن استقرار الأسواق وحماية صحة المستهلكين.