شهدت مدينة الأنعام مؤخراً انطلاق حملة إصحاح بيئي واسعة النطاق ضمن فعاليات برنامج "أضحيتي 1446هـ"، الذي تنظمه الجهات المختصة في إطار جهود المملكة الهادفة إلى تحقيق أعلى معايير الصحة والسلامة خلال موسم عيد الأضحى المبارك، وتهدف الحملة إلى رفع مستوى النظافة العامة في المدينة، وتنظيم جمع النفايات ومخلفات الأضاحي، وذلك لضمان بيئة صحية وآمنة لجميع السكان والزوار خلال هذا الموسم الديني الهام.
تم تصميم الحملة بعناية لتشمل جميع أحياء مدينة الأنعام، حيث بدأت فرق العمل المختصة بتنفيذ عمليات النظافة والتعقيم بشكل يومي، مع التركيز على المناطق الحيوية والأسواق والمساجد ومراكز تجمع الناس، فضلاً عن المواقع التي تشهد ذبح الأضاحي، وقد استُخدمت في الحملة معدات حديثة وتقنيات متطورة لضمان سرعة وكفاءة الأداء، بالإضافة إلى استخدام مواد تعقيم عالية الجودة للحد من انتشار الأمراض والحفاظ على سلامة الجميع.
يأتي تنفيذ هذه الحملة ضمن إطار برنامج "أضحيتي 1446هـ" الذي يُعد مبادرة وطنية شاملة تهدف إلى تنظيم موسم الأضاحي، من خلال مجموعة من البرامج والمبادرات التي تضمن سير العملية بأعلى درجات النظام والنظافة، وتعزز من الوعي البيئي لدى المواطنين والمقيمين، وتعمل الجهات المعنية بشكل متكامل لتنفيذ هذه البرامج، عبر التنسيق مع البلديات، والهيئات الصحية، والجهات الأمنية لضمان انسيابية العمل وتحقيق الأهداف المرجوة.
ولم تقتصر جهود الحملة على التنظيف فقط، بل تضمنت أيضاً حملات توعية ميدانية تستهدف توجيه المواطنين والمقيمين إلى أفضل الممارسات البيئية خلال أيام الأضحية، مثل الالتزام برمي المخلفات في الأماكن المخصصة، وعدم ترك بقايا الذبائح في الطرقات، وأهمية التعامل السليم مع مخلفات الأضاحي لتفادي الأضرار الصحية والبيئية، وقد ساهمت هذه الحملات في تعزيز الدور المجتمعي نحو بيئة نظيفة وصحية.
من جانب آخر، حرص القائمون على الحملة على توفير فريق عمل مدرب ومؤهل للتعامل مع النفايات بطريقة صحية وآمنة، بما يتماشى مع الاشتراطات الصحية العالمية، وذلك لتقليل المخاطر المرتبطة بنقل ونفايات الذبائح، وقد تم تخصيص مركبات خاصة لجمع النفايات بشكل يومي، مع وضع جداول زمنية دقيقة لضمان جمع المخلفات بسرعة ومنع تراكمها في الشوارع والأماكن العامة.
تأتي هذه الحملة في ظل اهتمام متزايد من الجهات الحكومية بتطوير منظومة النظافة العامة، خصوصاً في المواسم التي تشهد تجمعات كبيرة للناس، مثل عيد الأضحى، حيث تمثل النظافة والسلامة البيئية أولوية وطنية تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، وتعكس الحملة حرص المملكة على تقديم نموذج متميز في التعامل مع التحديات البيئية خلال المواسم الدينية.
وتُعد مدينة الأنعام نموذجاً ناجحاً لتطبيق هذه الحملات، حيث شهدت خلال السنوات الماضية تحسينات كبيرة في جودة الخدمات البيئية، ما ساهم في رفع مستوى رضا السكان والزوار، وتعتمد المدينة على خطط مدروسة وبرامج متجددة تركز على الاستدامة والحفاظ على البيئة، وهو ما يتجسد بوضوح في هذه الحملة الأخيرة ضمن برنامج "أضحيتي 1446هـ".
كما تجسد الحملة دور المواطن والمقيم في تعزيز بيئة نظيفة وصحية من خلال الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة من الجهات المختصة، وهو ما يجعل العمل البيئي مسؤولية مشتركة بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي، فالتعاون المجتمعي يعد عنصراً أساسياً في نجاح أي برنامج بيئي، ويعزز من الوعي بأهمية الحفاظ على الصحة العامة والنظافة.
في الختام، تؤكد حملة الإصحاح البيئي في مدينة الأنعام ضمن برنامج "أضحيتي 1446هـ" التزام المملكة بتوفير بيئة نظيفة وآمنة خلال موسم الأضاحي، عبر تنظيم شامل ومتكامل يشمل جميع الجوانب البيئية والصحية، وتعكس هذه الجهود الروح الوطنية والمسؤولية الجماعية في تقديم أفضل الخدمات لضيوف الله، وتوفير بيئة ملائمة تضمن سلامتهم وصحة مجتمعهم.