الحج 1446
متحدث الصحة: الحالة الصحية للحجاج مستقرة والخطط تسير بنجاح
كتب بواسطة: سوسن البازل |

في تأكيد جديد على جاهزية المملكة الكاملة لضمان صحة وسلامة ضيوف الرحمن، أعلن متحدث وزارة الصحة، خالد آل طالع، أن الحالة الصحية العامة للحجاج مطمئنة ومستقرة حتى الآن، مشيرًا إلى أن الخطط الصحية المطبقة تسير بكل نجاح ومرونة، وسط رعاية متواصلة تقدمها المنظومة الصحية المتكاملة التي تُشرف على شؤون الحجاج الطبية خلال موسم الحج.

وخلال الإحاطة الإعلامية التي عقدت لتسليط الضوء على مستجدات الوضع الصحي في المشاعر المقدسة، أوضح آل طالع أن وزارة الصحة تنفذ خططًا دقيقة وواسعة النطاق، وُضعت بعناية فائقة لتواكب التحديات التي قد تطرأ خلال موسم الحج، مؤكدًا أن هذه الخطط تتم إدارتها وتنفيذها وفق أعلى المعايير العالمية في السلامة والاستجابة للطوارئ، مما يعكس التزام الدولة الراسخ بحماية الحجاج، وتقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية لهم.

وأشار إلى أن هذه الجهود تأتي انطلاقًا من التوجيهات الكريمة للقيادة الرشيدة، التي جعلت على مر التاريخ خدمة الحاج شرفًا ومسؤوليةً مقدسة، تتجلى فيها أسمى معاني الإيمان، والحرص، والتفاني.

وأضاف أن الدولة، ومنذ تأسيسها، وهي تعطي أولوية قصوى لصحة وسلامة الحاج، حيث تُسخّر كافة إمكاناتها البشرية والتقنية والطبية في سبيل تحقيق حج آمن وسليم من الناحية الصحية.

وفي هذا السياق، أكد متحدث وزارة الصحة أن منظومة الرعاية الصحية تعمل بطاقتها القصوى خلال الموسم، من خلال مستشفياتها ومراكزها الصحية المنتشرة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والتي تقدم خدماتها للحجاج من جميع الجنسيات وعلى مدار الساعة، مشيرًا إلى وجود طواقم طبية متخصصة في كل المجالات، تعمل بتناغم وتنسيق عاليَين لضمان التدخل الفوري في الحالات الطارئة، وتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية للحالات الأخرى.

كما أشار آل طالع إلى أن الوزارة تولي أهمية خاصة لمبدأ "الاستطاعة الصحية" الذي يُعد من الركائز الشرعية الأساسية لأداء مناسك الحج، حيث لا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها، مؤكداً أن هذا المبدأ هو جزء جوهري من جهود الوزارة في التوعية الصحية، التي تُركز على تمكين الحجاج من فهم حالتهم الصحية، واتباع الإرشادات التي تساعدهم على أداء المناسك بأمان، خاصة في ظل ما تشهده المشاعر من ازدحام وضغوط بيئية قد تؤثر على أصحاب الأمراض المزمنة أو كبار السن.

وبيّن أن الفرق الصحية الميدانية تتابع على مدار الساعة أوضاع الحجاج، وتعمل بالتنسيق مع بقية الجهات الحكومية على رصد أي مؤشرات قد تستدعي التدخل، مؤكدًا أن لا وجود لأي تفشيات وبائية أو أمراض معدية حتى الآن، وهو ما يعكس فاعلية الخطط الوقائية، ونسبة الالتزام العالية من قِبل الحجاج بالإرشادات الصحية التي تم تعميمها عبر مختلف القنوات والمنصات.

وأوضح آل طالع أن الوزارة قامت بنشر رسائل توعوية بلغات متعددة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وفي أماكن تواجد الحجاج، بالإضافة إلى توفير فرق طبية متحركة ومراكز طبية متنقلة للتدخل السريع، مما يسهم في رفع كفاءة الاستجابة، وخفض معدلات الإحالة إلى المستشفيات. وأضاف أن هناك رقابة مشددة على سلامة الأغذية والمياه المقدمة في المشاعر، إلى جانب حملات مكثفة للتطعيم والتوعية، خاصة في ما يتعلق بأمراض مثل الإنفلونزا الموسمية، وضربات الشمس، والتسمم الغذائي.

وتأتي هذه الجهود الطبية ضمن منظومة شاملة تسير بتكامل بين مختلف الجهات المعنية بالحج، وعلى رأسها وزارة الداخلية، ووزارة الحج والعمرة، وهيئة الهلال الأحمر، بهدف تقديم أفضل خدمة ممكنة لضيوف الرحمن، وتجسيد الصورة الحقيقية لحفاوة الاستقبال والرعاية التي تقدمها المملكة لحجاج بيت الله الحرام.

واختتم متحدث وزارة الصحة حديثه بالتأكيد على أن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، تواصل البناء على تجاربها الصحية السابقة، وتحديث بروتوكولاتها باستمرار، لتواكب مستجدات الصحة العالمية، وتعزز قدرة الحجاج على أداء مناسكهم في أجواء صحية وآمنة، وهو ما يُعدّ ترجمة عملية للرؤية الطموحة التي تتبناها السعودية في جعل موسم الحج نموذجًا عالميًا في الإدارة الصحية والإنسانية.