السعودية للكهرباء
"351 ميجاوات في منى.. السعودية للكهرباء تتحدى الزحام بلا انقطاع"
كتب بواسطة: هلال الحداد |

في مشهد سنوي تتجلى فيه الجهود الوطنية المتكاملة لخدمة ضيوف الرحمن، أعلنت الشركة السعودية للكهرباء عن تسجيلها أحمالًا كهربائية بلغت 351 ميجاوات في أول أيام عيد الأضحى بمشعر منى، وهو رقم يعكس زيادة بنسبة 5.5% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

ورغم هذه الزيادة الملحوظة في الطلب على الطاقة، أكدت الشركة عدم تسجيل أي انقطاعات كهربائية أثّرت على أداء الشبكة، في دليل واضح على موثوقية بنيتها التحتية واستعداداتها المكثفة لهذا الموسم الاستثنائي.

الشركة السعودية للكهرباء، التي باتت تلعب دورًا محوريًا في إنجاح موسم الحج من خلال توفير الطاقة الكهربائية بكفاءة واستمرارية، شددت على أن خطتها التشغيلية تسير وفق ما هو مرسوم لها، وسط متابعة حثيثة من فرق العمليات التي تعمل على مدار الساعة لضمان استقرار الخدمة، وتقديم تجربة آمنة ومريحة لحجاج بيت الله الحرام.

ورغم التحديات المرتبطة بالكثافة البشرية الهائلة وظروف الطقس، إلا أن النتائج الأولية لخطة الشركة تعكس نجاحًا تقنيًا ولوجستيًا يُحسب لها.

وتأتي هذه الاستعدادات ضمن استراتيجية شاملة وضعتها "السعودية للكهرباء" قبل أشهر من انطلاق موسم الحج، تضمنت تنفيذ عدد من المشاريع الكهربائية الجديدة التي استهدفت رفع كفاءة المنظومة، خاصة في مشعري عرفات ومنى.

هذه المشاريع النوعية لم تكن مجرد تحسينات تقنية، بل جاءت ضمن رؤية شاملة تهدف إلى توفير بيئة تشغيلية مستقرة، تُعزز من راحة الحجاج وتمكنهم من أداء نسكهم بكل يسر وسكينة.

وفي هذا السياق، أوضحت الشركة أن المشاريع الجديدة شملت توسعة شبكات التوزيع، وتحديث عدد من محطات التحويل، وزيادة جاهزية أنظمة المراقبة والتحكم، إضافة إلى توفير كوادر فنية ومهندسين على أعلى مستوى من التأهيل والخبرة، تم توزيعهم استراتيجيًا في المواقع ذات الكثافة التشغيلية العالية.

كما تم دعم الشبكة بمنظومات ذكية لمراقبة استهلاك الطاقة ورصد أي مؤشرات قد تؤثر على الاستقرار التشغيلي، وهو ما أسهم في سرعة الاستجابة لأي طارئ محتمل.

ويُشار إلى أن الشركة السعودية للكهرباء تُعد من أكبر مزودي الخدمة في المنطقة، وتكتسب تجربتها في موسم الحج خصوصية لارتباطها المباشر بخدمة ملايين الحجاج من مختلف دول العالم.

ومن هذا المنطلق، تحرص الشركة كل عام على تطوير منظومتها التشغيلية لتتناسب مع التغيرات المناخية والعدد المتزايد من الحجاج، بما يضمن استمرارية التغذية الكهربائية بكفاءة وموثوقية.

وتُعد الأرقام المُسجّلة هذا العام مؤشرًا مهمًا ليس فقط على ارتفاع الطلب، وإنما أيضًا على مدى نجاح البنية التحتية في الاستيعاب والتأقلم.

فارتفاع الأحمال بنسبة 5.5% لم يؤثر على جودة الخدمة، بل أكد قدرة الشبكة الوطنية على التعامل مع الارتفاعات المفاجئة في استهلاك الطاقة، وهو ما يضع "السعودية للكهرباء" في مصاف الشركات العالمية القادرة على إدارة الطاقة في أكثر الظروف تعقيدًا.

وفي ختام البيان، جددت الشركة التزامها بمواصلة جهودها لضمان استقرار الشبكة خلال باقي أيام موسم الحج، مؤكدة أنها تضع سلامة وراحة الحجاج على رأس أولوياتها. كما دعت ضيوف الرحمن إلى ترشيد استخدام الكهرباء في المخيمات، والتعاون مع فرق الشركة المنتشرة في المشاعر المقدسة، لضمان استمرار الأداء بنفس الكفاءة التي ظهرت بها في أول أيام العيد.

هذه النجاحات، التي تأتي ضمن منظومة متكاملة من التنسيق بين الجهات الحكومية والخدمية، تؤكد أن المملكة ماضية في تحقيق أهدافها الكبرى ضمن رؤية 2030، والتي من أبرز ركائزها تحسين جودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، وتوظيف أحدث ما توصلت إليه التقنية لخدمة الزوار بأعلى درجات الكفاءة والراحة.