أطلقت الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية مبادرة "ثلث الأضحية"، التي تهدف إلى تحقيق الاستفادة المثلى من أضاحي العيد عبر توزيعها بشكل مدروس يضمن وصولها إلى المستحقين بشكل مباشر، مع التركيز على جودة اللحوم المقدمة، المبادرة تأتي في إطار جهود التنمية الاجتماعية والتكافل المجتمعي، حيث تسعى إلى الحد من الهدر وتعزيز العدالة في توزيع الموارد بين فئات المجتمع المحتاجة.
تقوم فكرة "ثلث الأضحية" على تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء، حيث يتم تخصيص جزء للمستفيدين المحتاجين، مع التأكد من أن اللحوم المقدمة تلتزم بأعلى معايير الجودة والسلامة الصحية، لضمان تقديم غذاء صحي وآمن للمستفيدين، أما الجزء الثاني فيُخصص للمتبرعين أنفسهم، الذين يساهمون في هذه المبادرة بدافع الخير والرحمة، فيما يذهب الجزء الثالث للتوزيع في الأسواق المحلية أو للمؤسسات الخيرية الأخرى التي تعمل على خدمة المحتاجين في مناطق مختلفة من المملكة.
وقد تم إعداد آلية متكاملة لضمان مراقبة جودة اللحوم المقدمة في هذه المبادرة، من خلال تعاون بين الجهات الرقابية والجهات المنظمة، بما يشمل فحص اللحوم قبل وبعد الذبح، والتأكد من سلامة طرق التخزين والنقل، هذا التوجه يعكس اهتمام المبادرة بالحفاظ على صحة المستفيدين، ويرسخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية تجاه تقديم أفضل ما يمكن في مواسم الأعياد.
المبادرة تساهم كذلك في تعزيز مفهوم التكافل الاجتماعي، حيث تُتيح فرصة للمجتمع ككل للمشاركة في عملية التوزيع بطريقة منظمة ومدروسة، ما يضمن وصول اللحوم إلى المستحقين الحقيقيين بدلاً من التوزيع العشوائي الذي قد يضيع جزءاً من الموارد، وهذا بدوره يُعزز من روح التضامن بين أفراد المجتمع، ويُرسخ قيم العطاء والمشاركة في أوقات الفرح والمناسبات الدينية.
بالإضافة إلى ذلك، تُوفر المبادرة بيانات وإحصائيات دقيقة حول الأضاحي المتبرع بها ومعدلات التوزيع، مما يساعد في تحسين التخطيط المستقبلي وتطوير المبادرات الإنسانية في المملكة، كما تعمل الجهات المشرفة على المبادرة على توعية الجمهور بأهمية المشاركة الفعالة في "ثلث الأضحية"، وتشجيع الجميع على المساهمة بروح المسؤولية المجتمعية.
ويشهد موسم الأضاحي سنويًا حركة كبيرة في التبرعات والتوزيع، حيث تُعد "ثلث الأضحية" نقلة نوعية في إدارة هذه الموارد بشكل أكثر فاعلية، مع مراعاة القيم الدينية والاجتماعية التي تحث على الإحسان والتكافل، المبادرة تعكس تطوراً في آليات العمل الخيري بالمملكة، مما يسهم في رفع مستوى الخدمة الإنسانية وتحقيق أكبر استفادة ممكنة من الأضاحي.
تختتم الجهات المنفذة بأن مبادرة "ثلث الأضحية" ليست مجرد برنامج توزيع لحوم، بل هي نموذج عملي يعكس حرص المملكة على ترسيخ قيم التكافل، وجودة الحياة، والاهتمام بصحة ورفاهية المستفيدين، مؤكدة استمرار العمل على تطوير المبادرات التي تعزز التلاحم الاجتماعي وتدعم الفئات الأكثر احتياجًا.