طرق المدينة
هيئة الطرق تُعلن جاهزية المدينة المنورة لاستقبال الحجاج بعد موسم 1446هـ
كتب بواسطة: مختار العسلي |

أعلنت الهيئة العامة للطرق في المملكة العربية السعودية عن جاهزية شبكة الطرق في منطقة المدينة المنورة لاستقبال ضيوف الرحمن عقب انتهائهم من أداء مناسك الحج للعام الهجري 1446، وذلك ضمن إطار جهودها المتواصلة في دعم خطط التنقل الآمن والميسر، بما يضمن تعزيز جودة الخدمة المقدمة للحجاج والزوار القادمين إلى المدينة المنورة بعد أداء الركن الخامس من أركان الإسلام.

وقد نفذت الهيئة حزمة من المشاريع النوعية التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية لشبكة الطرق ورفع كفاءتها التشغيلية، حيث بلغ إجمالي أطوال المشاريع المنفذة حوالي 3000 كيلومتر، وهو ما يُعد رقمًا مهمًا يعكس حجم الجهود المبذولة في تعزيز جاهزية الطرق، وضمان أعلى معايير السلامة والجودة، وتضمنت هذه الأعمال تنفيذ صيانة متكاملة للسياج المحيط بالطرق، بما يسهم في تقليل الحوادث المرتبطة بدخول الحيوانات السائبة ويعزز من سلامة مستخدمي الطريق، كما تم تركيب حواجز معدنية ووقائية بطول يصل إلى 400 متر في مواقع محددة ضمن شبكة الطرق، وذلك للحد من آثار الحوادث المرورية وتحسين مستوى الأمان في المناطق ذات الكثافة المرورية العالية.

وفي السياق ذاته، أنجزت الهيئة صيانة شاملة لحوالي 1000 عبارة مخصصة لتصريف مياه الأمطار، بما يضمن استمرار الحركة المرورية بانسيابية خلال مختلف الظروف الجوية، ويمنع تراكم المياه على الطرق، مما قد يؤدي إلى حوادث أو أعطال مرورية، وشملت الأعمال المنجزة أيضًا إجراء فحوصات دقيقة وصيانة لأكثر من 247 جسرًا موزعة في مختلف أنحاء منطقة المدينة المنورة، وذلك وفقًا لأفضل المعايير الفنية العالمية التي تضمن سلامة البنية التحتية واستمرارية استخدامها لفترات طويلة.

كما قامت الهيئة بسفلتة طرق بإجمالي طول بلغ 35 كيلومترًا، وهو ما أسهم في تحسين جودة الأسطح المرورية وتعزيز تجربة المستخدمين، لا سيما خلال موسم الحج الذي يشهد تدفقات مرورية كثيفة، وتمت هذه العمليات وفق خطة متكاملة تهدف إلى رفع مستوى الانسيابية في الحركة المرورية، وتقليل زمن الرحلة، وتحسين قدرة الطرق على استيعاب الأعداد المتزايدة من المركبات، خصوصًا على الطرق الرابطة بين المدينة المنورة والمشاعر المقدسة.

وتؤكد الهيئة العامة للطرق التزامها التام بتنفيذ مجموعة من المبادرات والمشاريع الإستراتيجية التي تهدف إلى تطوير قطاع الطرق ورفع جودة البنية التحتية بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، والتي تولي اهتمامًا خاصًا بتحسين جودة الحياة وتسهيل التنقل الآمن والميسر في جميع أنحاء المملكة، وتسعى الهيئة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الطموحة، من بينها الوصول إلى المرتبة السادسة عالميًا في مؤشر جودة الطرق بحلول العام 2030، وهو ما يتطلب جهودًا متواصلة في مجال الصيانة والابتكار وتوظيف التقنيات الحديثة في مراقبة وإدارة الطرق.

وفي إطار الأهداف الوطنية، تضع الهيئة على رأس أولوياتها خفض معدل الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية إلى أقل من خمس حالات لكل مئة ألف نسمة، من خلال تنفيذ حزمة من التدخلات الفنية والهندسية، وتطبيق أعلى معايير السلامة المرورية، واستخدام أنظمة ذكية لتحليل البيانات واتخاذ القرارات السريعة والفعالة، كما تسعى الهيئة إلى تغطية شبكة الطرق بكافة متطلبات وعناصر السلامة المرورية، استنادًا إلى معايير البرنامج الدولي لتقييم الطرق (iRAP)، بما يضمن توفير طرق أكثر أمانًا لكافة المستخدمين، سواء من سائقي المركبات أو المشاة.

وتشمل خطط الهيئة أيضًا تعزيز الطاقة الاستيعابية لشبكة الطرق، سواء من خلال إنشاء مسارات إضافية أو توسيع الطرق القائمة، بما يتماشى مع الزيادة السكانية والحركة الاقتصادية المتنامية، خاصة في المدن الرئيسية والمناطق ذات الأهمية الدينية، مثل المدينة المنورة ومكة المكرمة، وتعكس هذه الاستعدادات مدى إدراك الهيئة لأهمية قطاع الطرق كعامل أساسي في دعم حركة الحجاج والمعتمرين، وتسهيل تنقلاتهم، وتوفير تجربة آمنة وسلسة تليق بمكانة المملكة كقبلة للمسلمين من مختلف أنحاء العالم.

ولا تقتصر جهود الهيئة على النواحي الإنشائية فقط، بل تشمل أيضًا التطوير المؤسسي والحوكمة الذكية، من خلال تبني حلول رقمية ذكية لإدارة مشاريع الطرق ومراقبة الأداء والصيانة، بالإضافة إلى إشراك القطاع الخاص في تنفيذ المشاريع الكبرى، مما يعزز من الكفاءة التشغيلية ويخفض من التكاليف ويرفع مستوى الخدمة المقدمة.

وتعكس هذه الجهود تكامل الأدوار بين الجهات الحكومية المعنية في المملكة، وسعيها الحثيث إلى تقديم تجربة متميزة لضيوف الرحمن، منذ لحظة دخولهم أراضي المملكة وحتى مغادرتهم، في إطار منظومة متكاملة من الخدمات التي تضع راحة وسلامة الإنسان في مقدمة أولوياتها.