أصدر المركز الوطني للأرصاد في المملكة العربية السعودية اليوم تنبيهاً تحذيرياً يتعلق بالحالة الجوية الراهنة التي تشهدها منطقة تبوك، حيث رُصدت مؤشرات جوية تدعو إلى أخذ الحيطة والحذر في عدد من المحافظات الساحلية الواقعة غرب المملكة، وقد شمل هذا التنبيه مناطق ضباء، الوجه، وأملج، وذلك نظراً لتعرضها لرياح نشطة ذات سرعات عالية قد تصل إلى ما بين 40 إلى 49 كيلومتراً في الساعة، مصحوبة باضطرابات جوية تؤثر بشكل مباشر على الأنشطة اليومية وعلى السلامة العامة، لا سيما في المناطق المفتوحة وعلى الطرق السريعة.
وأشار المركز، في بيانه الصادر صباح اليوم، إلى أن هذه الأجواء المتقلبة تحمل معها تدنياً ملحوظاً في مدى الرؤية الأفقية، وهو ما يزيد من احتمالية وقوع الحوادث المرورية، خصوصاً خلال فترات الذروة الصباحية والمسائية، كما أن ارتفاع الموج الناتج عن الرياح العاتية يشكل خطراً على مرتادي السواحل والصيادين ومرتادي البحر بوجه عام، ما يجعل من الضروري الابتعاد عن السواحل خلال هذه الفترة، واتخاذ كافة التدابير الوقائية اللازمة لتفادي أية أضرار مادية أو بشرية محتملة.
وأوضح المركز أن هذه الحالة المناخية تُعد من الحالات الموسمية التي تشهدها المناطق الساحلية للمملكة من حين لآخر، خاصة مع بداية فصل الصيف وازدياد التباين الحراري بين اليابسة والمسطحات المائية، كما أكد المختصون أن مثل هذه الظواهر قد تتكرر خلال الأسابيع المقبلة، ما يتطلب تعزيز التنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة لضمان الاستجابة السريعة والفعالة لأي تطورات مناخية مفاجئة قد تطرأ في المنطقة.
وفي هذا السياق، دعا المركز الوطني للأرصاد كافة المواطنين والمقيمين في المحافظات المتأثرة إلى متابعة التقارير الجوية الصادرة بانتظام، والالتزام بالتوجيهات والتعليمات الصادرة من الجهات المختصة، مشيراً إلى أن الحالة الجوية الحالية متوقع استمرارها -بمشيئة الله- حتى الساعة السادسة مساءً من هذا اليوم، مما يفسح المجال لاحتمال تفاقم الوضع خلال الساعات القادمة، خصوصاً إذا ما طرأت تطورات غير متوقعة نتيجة لتغيرات الضغط الجوي.
ومن جهة أخرى، لفت المركز إلى أن الفرق الفنية التابعة له تتابع الحالة أولاً بأول من خلال الرصد المستمر بالأقمار الصناعية وتقنيات الاستشعار عن بعد، بالإضافة إلى محطات الرصد المنتشرة في المنطقة، والتي تقدم بيانات آنية دقيقة تساعد في تحليل الوضع بشكل أفضل، وتُمكّن الجهات المعنية من إصدار التوصيات المناسبة في الوقت المناسب، وتعتبر هذه الجهود جزءاً من منظومة متكاملة تهدف إلى تعزيز السلامة المجتمعية وتقليل الآثار السلبية للظروف المناخية على مختلف القطاعات.
وتُعد الرياح النشطة من أبرز المؤثرات الجوية التي تستدعي الانتباه، نظراً لقدرتها على إحداث تأثيرات آنية تشمل انتشار الغبار والعوالق الترابية، الأمر الذي قد يؤدي إلى صعوبات في التنفس لدى مرضى الربو والجهاز التنفسي، خاصة كبار السن والأطفال، ولهذا، فقد تم التوصية بتجنب الخروج في الأجواء المفتوحة قدر الإمكان خلال هذه الفترة، مع الحرص على إغلاق النوافذ جيداً في المنازل والمؤسسات، لضمان عدم تسرب الأتربة والغبار إلى الداخل.
كما أن الحالة البحرية الراهنة تستدعي اتخاذ إجراءات احترازية أكبر من قبل الجهات المختصة بإدارة الموانئ، حيث يُنصح بتأجيل الرحلات البحرية غير الضرورية، إلى حين استقرار الحالة الجوية، تفادياً لوقوع أية حوادث بحرية قد تنجم عن اضطراب الأمواج واشتداد الرياح، والتي تؤثر سلباً على توازن القوارب والسفن الصغيرة تحديداً، وقد أشار بعض الصيادين المحليين في تصريحات صحفية إلى تأثر جدول رحلاتهم اليومية نتيجة لهذا التنبيه، مؤكدين التزامهم بالإجراءات الوقائية حتى انتهاء الحالة الجوية.
ومن المتوقع، وفقاً للمعطيات الحالية، أن تستمر هذه الحالة حتى مساء اليوم، إلا أن المختصين لا يستبعدون احتمال تمديد الفترة أو إصدار تنبيهات إضافية في حال رصد تطورات جديدة، ويؤكد المركز الوطني للأرصاد حرصه الدائم على الشفافية والدقة في نقل المعلومات الجوية، بما يخدم مصالح المواطنين ويساهم في رفع مستوى الوعي العام تجاه تغيرات الطقس وأثرها على الحياة اليومية.
ويجدر بالذكر أن هذه التنبيهات تأتي ضمن سياسة المركز الرامية إلى تعزيز الجاهزية المسبقة في مواجهة الكوارث الطبيعية والمخاطر الجوية، والتي تشمل إعداد السيناريوهات المحتملة وتحديث خرائط المخاطر الجوية بشكل دوري، كما تشكل هذه الجهود جزءاً من استراتيجية وطنية أشمل تهدف إلى تطوير منظومة الإنذار المبكر، بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية ومراكز الأبحاث المختصة داخل المملكة وخارجها.
وتُعد محافظة ضباء، إلى جانب الوجه وأملج، من المناطق الحيوية التي تتميز بنشاطات اقتصادية متنوعة تشمل السياحة البحرية وصيد الأسماك، مما يجعلها أكثر عرضة للتأثر بالظروف المناخية القاسية، لذلك، فإن الحفاظ على سير العمل ضمن هذه الأنشطة يتطلب تطوير خطط بديلة ورفع الجاهزية التقنية والبشرية، بما يضمن استمرارية الخدمات دون تأثر ملحوظ.
ويأتي هذا التنبيه ضمن سلسلة من التنبيهات التي أصدرها المركز خلال الأشهر الماضية، والتي تُظهر بوضوح أهمية الدور الذي تقوم به الأرصاد الجوية في حماية الأرواح والممتلكات، من خلال التنبؤ المسبق والتواصل الفعّال مع الجمهور ووسائل الإعلام.
وفي الختام، يشدد المركز الوطني للأرصاد على ضرورة البقاء على اطلاع مستمر على التحديثات القادمة، وعدم التهاون في الالتزام بتعليمات السلامة العامة، مؤكداً أن تجاوب المواطنين مع الإرشادات يسهم بشكل كبير في الحد من الأضرار المحتملة ويعزز من فعالية الجهود المبذولة لحماية المجتمع والبيئة على حد سواء.