تشهد المشاعر المقدسة خلال هذه الأيام موجة حر شديدة بلغت درجات الحرارة فيها 45 درجة مئوية، مع نسبة رطوبة تبلغ حوالي 30%، هذه الظروف الجوية تتطلب من الحجاج وأفراد الطواقم العاملة في المواقع المقدسة اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، خصوصًا مع ارتفاع الشعور بالحرارة نتيجة جفاف الجو وانخفاض الرطوبة نسبياً، وتأتي هذه الأجواء في وقت يزداد فيه النشاط الحركي والاحتشاد في المشاعر، مما يجعل التوعية الصحية والإجراءات الوقائية أمراً حيوياً للحفاظ على سلامة الجميع.
تؤكد الجهات المختصة على أهمية شرب كميات كافية من الماء والابتعاد عن التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة، مع استخدام الملابس المناسبة التي تساعد على التهوية وتقليل امتصاص الحرارة، كما دعت إلى ضرورة التزام الحجاج بمواعيد الراحة وتجنب الإجهاد، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة أو ضعف في القدرة على تحمل درجات الحرارة العالية، وتعمل فرق الهلال الأحمر والجهات الصحية بشكل مكثف على متابعة الحالة الصحية للحجاج وتقديم الإسعافات اللازمة لمن يعانون من أعراض الإجهاد الحراري.
يُذكر أن ارتفاع درجات الحرارة في المشاعر المقدسة في هذا الوقت من العام ليس بالأمر الغريب، حيث تشهد المنطقة عادةً مثل هذه الأجواء خلال فصل الصيف، إلا أن تواجد أعداد كبيرة من الحجاج في أماكن ضيقة يزيد من مخاطر التعرض للحرارة والإرهاق، لذلك تم تجهيز مراكز صحية متنقلة ومزودة بكوادر طبية مدربة تتجول في المواقع لتقديم الدعم الفوري، كما تم توزيع مواد توعوية تتضمن نصائح للوقاية من ضربة الشمس والإجهاد الحراري.
ومن جهة أخرى، تشير تقارير الأرصاد إلى استمرار ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام القادمة، مع احتمال أن تتراوح الحرارة بين 42 و46 درجة مئوية، بينما تبقى نسبة الرطوبة منخفضة مما يزيد من جفاف الجو، ويعتمد الحجاج على متابعة تحديثات الطقس واتخاذ الاحتياطات المناسبة، بالتنسيق مع الجهات المعنية التي تواصل استعداداتها لضمان سلامة وأمن الحجاج في ظل هذه الظروف المناخية القاسية.
وتسعى الجهات المنظمة لموسم الحج إلى توفير بيئة مناسبة وآمنة للحجاج، من خلال توفير أماكن مظللة، ومحطات مياه باردة، إضافة إلى تشديد الرقابة على الأسواق والمحال التي تقدم المشروبات والمأكولات، لضمان جودة وسلامة المواد المعروضة، كما تساهم فرق الأمن في تنظيم حركة الحجاج لمنع الازدحام والتكدس، ما يقلل من المخاطر المرتبطة بالإرهاق الحراري.
في الختام، تبقى سلامة الحجاج على رأس الأولويات، حيث تنبه الجهات المختصة الجميع إلى ضرورة الالتزام بالتعليمات الصحية والوقائية، ومراعاة الحالة الجوية التي قد تؤثر على بعض الفئات مثل الأطفال وكبار السن والمرضى، ومع تعاون الجميع، يمكن تجاوز هذه الموجة الحارة بأمان، والحفاظ على أداء مناسك الحج بكل يسر وطمأنينة.