تشهد منطقة الشرقية خلال الأيام القليلة المقبلة موجة حارة مصحوبة برياح نشطة تحمل أتربة وغبارًا مثارًا على أجزاء متفرقة من المنطقة، مما يؤثر على مدى الرؤية الأفقية ويزيد من صعوبة التنقل في بعض المناطق، وأفادت مصادر الأرصاد الجوية بأن درجات الحرارة سترتفع بشكل ملحوظ، مع توقعات بأن تصل إلى مستويات غير مسبوقة خلال فصل الصيف الحالي، ما يستوجب اتخاذ الحيطة والحذر، خصوصًا من قبل الفئات الحساسة كالمرضى وكبار السن.
تبدأ الموجة الحارة بالتمركز في المناطق الشرقية، لتشمل عدة مدن ومحافظات حيث تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية في بعض الأماكن، فيما تصاحبها رياح جنوبية إلى جنوبية غربية نشطة سرعتها تتراوح بين 20 إلى 35 كيلومترًا في الساعة، ما يؤدي إلى إثارة الغبار والأتربة، خاصة في المناطق الصحراوية والمفتوحة، هذه الظروف الجوية من المتوقع أن تؤثر على حركة المرور وتزيد من احتمالات حدوث بعض الحوادث بسبب ضعف الرؤية.
وفي هذا السياق، نبهت الجهات المعنية المواطنين والمقيمين في الشرقية إلى ضرورة اتباع الإرشادات الوقائية، ومنها تقليل التعرض المباشر لأشعة الشمس في ساعات الذروة، والحفاظ على ترطيب الجسم بشرب كميات كافية من الماء، والابتعاد عن الأماكن المفتوحة خلال وقت الرياح المثارة، كما أوصت باستخدام النظارات الواقية والكمامات التي تقلل من استنشاق الغبار، خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي.
تتزامن هذه الحالة الجوية مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، مما يزيد من الشعور بالإجهاد الحراري ويستلزم توفير أماكن مظللة ومكيفة في الأماكن العامة والخاصة، وأكدت إدارة الدفاع المدني والجهات الصحية استعدادها للتعامل مع أي حالات طارئة ناجمة عن موجة الحر أو تأثيرات الأتربة، من خلال تعزيز فرقها وتوفير المعدات اللازمة لتقديم الإسعافات الأولية.
كما حذرت إدارة المرور من ضعف الرؤية الأفقية خلال فترات نشاط الرياح، داعية السائقين إلى توخي الحذر والقيادة بسرعة منخفضة، والالتزام بقواعد السلامة المرورية لتفادي الحوادث، كما يُنصح بتأجيل الرحلات غير الضرورية في أوقات الرياح الشديدة، خاصة في المناطق الصحراوية المفتوحة، حيث يزداد خطر العواصف الترابية.
من المتوقع أن تستمر موجة الحرارة والأتربة المثارة خلال الأيام القادمة، مع تحسن طفيف في الأحوال الجوية في نهاية الأسبوع المقبل، وفقًا للتحديثات الجوية المستمرة التي تصدرها الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وتعمل الجهات المختصة على مراقبة الوضع عن كثب وإصدار التنبيهات المناسبة لضمان سلامة السكان والزائرين.
في النهاية، تؤكد الجهات المعنية أهمية متابعة النشرات الجوية والتقيد بالإرشادات الوقائية، لما فيه سلامة الجميع، خصوصًا في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تشهدها المنطقة الشرقية، والتي تتطلب تعاونًا مجتمعيًا للحفاظ على الصحة العامة وتفادي المخاطر المحتملة.
